شبكة عين الفرات | الكذب هو "تُقية" في عقيدة نظام طهران

عاجل

الكذب هو "تُقية" في عقيدة نظام طهران

تُسارع إيران مع كل تهديد أمريكي باستهداف أراضيها ومصالحها، لاتخاذ الوسائل والأساليب الملائمة لتنقذها من القصف، ومنها التبرؤ على الفور من مليشياتها المنتشرة في سوريا والعراق.

وتحاول طهران جاهدة إيهام مرتزقتها في المنطقة، أن الأمر يندرج ضمن إطار "التقية"، وهو إظهار أمر وإبطان أمر مخالف له تمامًا.

تبرؤ إيران من مليشياتها

من السذاجة بمكان أن يصدق عاقل، أن المليشيات الطائفية المنتشرة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، لا تتبع بأي حال من الأحوال إلى نظام الملالي في طهران.

ورغم غباء الكذبة، تحاول إيران فور شعورها بأي تهديد إلى المسارعة بنفي أي وجود لها في سوريا والعراق، وتكذيب وجود أي جماعات مسلحة تتلقى الدعم من طهران.

هذا الادّعاء هو ما صرّح به وبكل وقاحة سفير إيران في "الأمم المتحدة"، المدعو "سعيد إيرواني" قبل أيام في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي. 

"إيرواني" كذّب مئات المقاطع المصورة التي نشرتها "عين الفرات" وغيرها، ووثقت فيها انتشار مليشيات إيران في سوريا وهتافاتهم الطائفية الميتة، التي تُحيي إيران ورموز نظامها وفي مقدمتهم الإرهابي "قاسم سليماني".

السفير الإيراني نفى تقديم بلاده أي دعم لتلك المليشيات، في محاولة يائسة منه لامتصاص الغضب الدولي المتزايد تجاه سياساتها العدوانية في المنطقة.

هل يتخلى خامنئي عن مليشياته؟

يبرز سؤال مهم حول إمكانية تخلي خامنئي يوماً عن مليشياته بشكل نهائي، وخاصة إذا ما شعر بخطر حقيقي يهدد وجود نظامه. 

ورغم صعوبة الإجابة عن السؤال، إلا أنه ومن المنطقي أن من تخلى عن مليشياته مرة كذبًا، من الممكن أن يتخلى عنها لاحقًا بشكل جدّيّ، خاصة إذا ما عقدت طهران صفقة دولية هنا أو هناك، وكان أحد بنودها إحياء الاتفاق النووي على سبيل المثال.

ودائما ما تجد طهران في معمميها و"فتواهم" المفصلة على مقاس خامنئي، الذريعة المناسبة لتخليها من مليشياتها، مع إيهامهم أن الأمر لا يتخطى "التُقية"، وأن مكانكم يا مرتزقة إيران في "القلب محفوظ".

موقف مليشيات إيران من إنكارها لهم  

قد لا يستغرب المتابع لسياسة إيران في المنطقة، إنكارها لمليشياتها المنتشرة في سوريا والعراق، منعاً لخطر يتهددها هنا أو هناك، ولكن المستغرب صمت المليشيات عن إنكار ولي نعمتها "إيران" لها.

والأمر قد يتجه في عدة احتمالات، منها وجود اتفاق مسبق بين طهران ومليشياتها على إنكارها لهم على المستوى الإعلامي كلما زاد الضغط عليها.

ومن الاحتمالات، أن المليشيات لا تملك من أمرها شيئاً، باعتبار إيران الداعم والممول بالمال والسلاح لها، وقادتها مضطرون للسكوت كلما أنكرتهم طهران.

ومن الأمور المحتملة أيضًا، أن المليشيات صدّقت فعلًا كذبة "التُقية" التي تتبعها إيران. ولكن السؤال على ماذا تبني المليشيات كل هذه الثقة، فمن سارع لإنكار أي صلة له بحرب غزة رغم فوائدها الإعلامية لطهران، خوفاً من امتداد الحرب إلى أراضيها، لا يُستبعد عنه التخلي عن أقرب مليشياته عند ازدياد الخطر الدولي عليه.

هل أقنعت إيران مليشياتها بالتُقية؟

كيف وصلت درجة الولاء بمليشيات طهران إلى تصديق كل أكاذيبها حتى لو كانت بمنتهى السذاجة والغباء؟.

وكيف وثقت المليشيات أن إيران لا تتعامل معها هي أيضًا على مبدأ "التقية" كما توهمهم بتعاملها مع الغرب؟ فمبدأ "التقية" الذي تعتمده طهران يحتمل عدة أوجه، والمليشيات أحدها.

أخبار متعلقة