شبكة عين الفرات | سوري يقضي حكمًا بالمؤبد في لبنان بسبب تشابه أسماء

عاجل

سوري يقضي حكمًا بالمؤبد في لبنان بسبب تشابه أسماء

يقضي السوري "حسن محمد جميل حربا" حكمًا بالسجن المؤبد في سجن بيروت المركزي، رغم تقديم أدلة قاطعة على براءته، باعتباره ليس الشخص الحقيقي المطلوب.

ويختلف اسم والدي المعتقل عن الشخص الحقيقي "حسن يونس حربا" الملقب "أبو علي الوادي".

بداية القصة 

اعتقلت السلطات اللبنانية في شباط/ فبراير 2015، الشاب "حسن حربا" وهو من مواليد مدينة القصير، بسبب تشابه أسماء بينه وبين شخص من أبناء عمومته أحد قادة المعارضة السابقين والمطلوب للسلطات اللبنانية.

ويتهم المطلوب الحقيقي بمهاجمة الجيش اللبناني في بلدة عرسال عام 2014، ووقوع ضحايا من الطرفين.

وأكد المحكوم "حربا" أنه تهجر قسريًّا من مدينة القصير عام 2013 إلى مدينة يبرود، قبل أن يغادر إلى بلدة عرسال الحدودية في كانون الأول/ ديسمبر 2013.

وتوجه "حربا" يوم 26 شباط/ فبراير 2015 إلى مبنى الأمن العام اللبناني لإجراء تسوية وضع، والحصول على ورقة إقامة، ليتم اعتقاله.

فترة اعتقاله

تعرض "حربا" خلال اعتقاله للتعذيب الشديد بمختلف الأفرع الأمنية التي نُقل إليها، ما اضطره للاعتراف بأنه الشخص المطلوب "أبو علي الوادي".

وأكد المحكوم أنه قال لقاضي التحقيق إنه مجرد بائع حليب ولم يرفع السلاح يومًا، إلا أن القاضي تجاهل أقواله واعتمد على الاعتراف المنتزع تحت التعذيب.

قرائن تؤكد براءته

أكدت 5 شاهدات من سكان مخيم عرسال أنهن رافقن "حسن حربا" وعائلته خلال رحلة نزوحهم إلى لبنان، وكان دائم الوجود في مخيم عرسال.

وأظهرت بيانات الاتصال في هاتفه أنه كان يبحث دائمًا عن ملجأ يأوي إليه.

وأكد أحد سكان القصير وعرسال المقيم حاليًّا في هولندا، أن المتهم "شخص بسيط وخلوق كان يبيع الحليب في القصير ومن ثم في عرسال".

وقال رئيس لجنة التنسيق والمتابعة بين الحكومة اللبنانية واللاجئين السوريين، إن "حسن حربا" لو كان متورطًا بالتهم المنسوبة إليه، لما توجه بنفسه إلى مبنى الأمن العام.

وأظهرت القرينة الثانية أن "حربا" تختلف بياناته الشخصية عن بيانات المطلوب الحقيقي من اختلاف أسماء الوالدين ومعلومات الولادة.

والقرينة الثالثة أن "أبو علي الوادي" منشق عن قوات النظام، بينما المعتقل أتم "الخدمة الإلزامية" قبل اندلاع الثورة السورية.

ودلت القرينة الرابعة أن المتهم الحقيقي قُتل في المعارك، وهو ما شهد عليه شقيقه ووالدته في المحكمة.

رفض طلب النقض

رفضت محكمة التمييز الطعن بالحكم، ما بعني أنه بات مبرمًا غير قابل للطعن.

وقالت "ديالا شحادة" المحامية الموكلة بالنظر بقضية "حربا" إن ملف المحاكمة يمكن إعادة فتحه إذا تم العثور على دليل جديد.

ولفتت المحامية إلى أن المعتقلين السوريين في لبنان يتعرضون للتعذيب، ومنع حضور محام للدفاع عنهم خلال التحقيق معهم.

معاناة مماثلة

يتشاطر معاناة "حسن حربا" حوالي 300 معتقل سوري في سجن رومية، تترواح محكومياتهم بين السجن من 10 سنوات وحتى المؤبد وصولًا إلى الإعدام.

وقال المحامي اللبناني "محمد صبلوح" إن مليشيا "حزب الله" و"حركة أمل" يتمسكان بملفات الإرهاب والتجسس والعملاء، لتبقى سلطة القبض على معارضي نظام الأسد في لبنان بيدهم.

أخبار متعلقة