"تسليح الزلزال".. استراتيجية الأسد في "الركوع أو الجوع"
لطالما سعى نظام بشار الأسد إلى معاقبة المدنيين لتعزيز جهوده الحربية، في استراتيجية ساعد الزلزال الأخير على تقويتها من جديد، وفق تقرير لمجلة "فورين أفيريز".
ويقول التقرير إنَّ النظام يسعى لاستغلال الأضرار التي خلفها الزلزال في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
وأمام هذا الوضع، تقول المجلة إنه على المانحين الدوليين أن يوضحوا أنهم لن يكونوا متواطئين في محاولات الأسد لاستغلال جهود "التعافي" لصالحه.
وبحسب التقرير، لطالما استخدم الأسد المساعدات في سوريا كسلاح حرب، وحصار مناطق المعارضة لإجبارها على الخضوع عبر استراتيجية "الركوع أو الجوع".
واستخدم الأسد هذه الاستراتيجية في المراحل الأولى من الحرب ضد السوريين بعدما طوق مناطق المعارضة وخنق إمدادات الغذاء والدواء إليها حتى تمكنت قواته من السيطرة عليها.
ويستغل الأسد مساعدة روسيا لفرض حصار على نقل المساعدات عبر الحدود، والآن يسمح الزلزال للأسد وحليفته موسكو بالضغط بشكل أكبر على نقاط دخول المساعدات الدولية، بحسب تعبير المجلة.
وتقول المجلة إن جهود الإغاثة من الزلزال تأتي حتى الآن للأسد، وأن نسبة قليلة من المساعدات فقط وصلت إلى شمال غربي سوريا بسبب مناورات النظام
وواجهت المنظمات الإغاثية صعوبات كبيرة لتقديم الدعم للمتضررين في سوريا، لا سيما في منطقة إدلب (شمال غربي البلاد).
وينظم الاتحاد الأوروبي في بروكسل، خلال الأسبوع الجاري، مؤتمرًا لجمع الأموال وتنسيق عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار.
وتدمرت منازل ملايين الأشخاص في المنطقة المنكوبة في جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا، والتي يقطنها عدد كبير من اللاجئين أو النازحين.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال نحو 6000 قتيل في سوريا التي دمرتها الحرب التي شنها النظام ضد الشعب منذ عام 2011 أودت بحياة ما يقرب من نصف مليون شخص وأدت إلى نزوح ملايين السوريين ودمرت البنية التحتية.
المصدر: "الحرة"