شبكة عين الفرات | الموالون المتشددون.. المجموعة "الصلبة" تحمي نظام الحكم في إيران

عاجل

الموالون المتشددون.. المجموعة "الصلبة" تحمي نظام الحكم في إيران

يعتمد النظام الإيراني على آلاف المؤيدين المخلصين له لوقف حركة الاحتجاج المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأفادت الصحيفة أن آلاف المخلصين الذين تستخدمهم الحكومة الإيرانية كحصن ضد الاحتجاجات يشكلون الحرس الثوري والميليشيات الأخرى الأقل رسمية.

ولفتت إلى أن هؤلاء الموالين حاربوا المتظاهرين في الشوارع ودافعوا عن قيم الجمهورية الإسلامية وفي بعض الحالات ماتوا من أجلها.

وبحسب استطلاعات الرأي التي أجرتها مجموعة تحليل وقياس المواقف في إيران، وهي مؤسسة بحثية غير ربحية مقرها هولندا، فإن واحد من كل 5 إيرانيين يدعمون النظام الحالي. 

وتمكّن الحكومة هؤلاء الناس - غالبا من خلفيات متواضعة اقتصاديا ومحافظة اجتماعيا - من خلال الامتيازات والوظائف والأسلحة، مما يجعلها قوة للحفاظ على الوضع الراهن، وفقا للصحيفة الأميركية.

وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "تشاتام هاوس"، سنام وكيل، إن "هناك بنية تحتية ضئيلة، ولكنها صلبة وهي موالية بشدة". 

وأضافت أنه بدون هؤلاء المؤيدين المخلصين "سينقسم النظام" الإيراني، مردفة: "المتشددون ليس لديهم مكان يذهبون إليه. هذا هو السبب في أن النظام لا يزال واثقا وموجودا".

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر، تحركات احتجاجية مستمرة إثر وفاة الشابة المنحدرة من أصول كردية، مهسا أميني (22 عاما)، بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد.

وعدّ مسؤولون جزءا كبيرا من هذه التحركات بمثابة "أعمال شغب"، واتهموا أعداء البلاد، تتقدمهم الولايات المتحدة ودول غربية، بالضلوع فيها بهدف زعزعة استقرار إيران.

والثلاثاء، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في خطاب متلفز إن "الأحداث الأخيرة كانت حرب الأحزاب، كل التيارات الاستكبارية أتت إلى الميدان بكل قوتها ... المنافقون، المؤيدون للملكية، وكل التيارات المعادية للثورة، وكل الذين تضرروا من هذه الثورة، كانوا ضالعين" في الأحداث.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن استمرار الحركة الاحتجاجية لأكثر من 3 أشهر فاجأ المراقبين الخارجيين، على الرغم من أن الحكومات الغربية والشرق أوسطية قد قيمت أن المظاهرات لا تشكل حتى الآن تهديدا لإسقاط النظام.

وتبرز "الباسيج" كجماعة معارضة للمحتجين، وهي قوة متطوعة قوامها 700 ألف شخص تشكلت كمليشيا شبابية خلال ثورة 1979 التي جلبت رجال الدين للحكم. 

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت قوة "الباسيج" شبه العسكرية، مؤسسة تتغلغل في المجتمع الإيراني وتدافع بشراسة عن الجمهورية الإسلامية كنظام سياسي يهيمن عليه الدين وخامنئي كرئيس للدولة بلا منازع. 

وتدعو "الباسيج" إلى الحفاظ على قواعد لباس نسائية صارمة وتدعم التحركات العسكرية الإقليمية لإيران كوسيلة للدفاع عن الأماكن الإسلامية المقدسة وتعارض أي تطبيع في العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

ومن بين المخلصين الآخرين هو الحرس الثوري الإيراني، الذي يعد جيشا قوامه 210 آلاف جندي مكرس لحماية الحكومة من الاضطرابات الداخلية والهجمات الأجنبية، بالإضافة إلى حزب الله الإيراني، وهي ميليشيا أكثر تطرفا تدعو إلى حكم ديني كامل.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان "الباسيج" والحرس الثوري الإيراني والجماعات الموالية الأخرى لاستخدامها العنف ضد المتظاهرين. 

وقالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت استخدامهم للذخيرة الحية والرصاص المطاطي والكريات المعدنية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. 

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات على قادة "الباسيج" لاستخدامهم العنف في إخماد الاحتجاجات.

وقال سعيد جولكار، الباحث الإيراني بجامعة تينيسي تشاتانوغا الذي كتب مؤلفا عن "الباسيج"، إن إيران تهيئ شبابا من عائلات محافظة للانضمام إلى الباسيج مع تدريب على المبادئ الدينية ووجهات نظر الحكومة المعادية للغرب في معسكرات الأطفال ونوادي الأحياء. 

وأضاف أن الشباب الموالون يحظون بالأولوية في أفضل الجامعات الإيرانية، مما يضعهم في صف المناصب الحكومية العليا والوظائف ذات الأجر الجيد بالشركات التي تسيطر عليها الفصائل المتشددة.

المصدر: موقع "الحرة" 

 

أخبار متعلقة