فقدان حليب الأطفال في مدينة تدمر.. ومؤسسات النظام السوري تكتفي بالصمت
خاص - عين الفرات
تفاقمت، خلال الآونة الأخيرة، أزمة حليب الأطفال في مدينة تدمر الخاضعة لسيطرة النظام السوري شرقي حمص، ما دفع الأهالي للتوجه نحو الخيارات البديلة، في ظل صمت المؤسسات المعنية وارتفاع مستوى الاحتكار.
وقال مراسل شبكة "عين الفرات" إنَّ أهالي مدينة تدمر وريفها باتوا يلجؤون إلى حليب الماعز والأبقار بغية تعويض أطفالهم الرضع عن غياب الحليب الصناعي الذي بات شبه مفقود في صيدليات المدينة ومراكزها الدوائية.
ويعود سبب نقص حليب الأطفال من أسواق مدينة تدمر إلى قلة الوارد من مدينة حمص التي تعتبر المصدر الرئيسي، بالإضافة لسحب الكميات المتوفرة من قبل بعض التجار لبيعه بأسعار مرتفعة مع تزايد الطلب تدريجياً.
وتقول، س.د من أهالي حي واصف بمدينة تدمر: " بسبب وضعي الصحي ألجأ إلى إرضاع ابني محمد (4 أشهر) من حليب (بيبي لاك) حيث كان سعره الأسبوع الفائت 9000 ل.س لكن منذ يومين لم أعد أستطيع إيجاد أي نوع من أنواع حليب الأطفال".
وأكملت: "فلجأت إلى حليب البقر حيث اشتري الليتر بـ 2000 ل.س حتى يتوفر حليب الأطفال الصناعي، وعلى الرغم من أنَّ حليب البقر يسبب لطفلي بحالات إسهال لكني مجبرة على استخدامه فلا حلول أخرى".
في حين يقول ن.ش، صيدلي في مدينة تدمر: "إنَّ النقص الحاصل هو لعبة تجار من جهة ونقص الوارد من جهة حيث تم سحب الكميات المتوفرة في السوق بهدف بيعها مع ارتفاع الأسعار الناجم عن ارتفاع الطلب مع قلة العرض، وبلغت نسبة الارتفاع الأخيرة في أسعار الحليب إن وجد نحو 35% علماً أن فترة الفقدان بدأت يوم السبت الماضي".
وأضاف الصيدلي: "قدمت الشركات الطبية وعوداً بتزويد المنطقة بالحليب الصناعي الكافي خلال هذه الفترة ولا زلنا ننتظر".
وعلق ص.ع، من سكان البادية على أطراف مدينة تدمر: "لدي حفيد بعمر الشهرين ولا أستطيع أن أرضعه من حليب الأغنام أو الماشية لصغر سنه بحسب ما ذكر لي الطبيب، وأمه لا تقوى على لإرضاعه لأنَّها حامل فاضطر لشراء الحليب الصناعي".
اقرأ أيضاً: تسلط ميليـ.ـشيات الاحتلال الإيراني يُجبر أهالي تدمر وريفها على النزوح وترك منازلهم
وأكمل: "نظراً لقلت الحليب الصناعي في سوق تدمر واحتكاره من قبل التجار، أجبرت على شراء 6 علب منه بقيمة 13000 ل.س للعلبة الواحدة علماً أنَّ سعره قبل أسبوع كان 9000 ل.س.
اقرأ أيضاً: لا مساعدات ولا دعم كمثيلاتهم من زوجات عناصر النظام.. الأرامل في تدمر تحت خط الفقر
وليست المرة الأولى التي تعاني فيه مدينة تدمر من هذه الأزمة حيث عانت، مطلع شهر آذار الماضي، من ذات الأزمة بسبب بعدها عن المدن الحيوية وعمليات الاحتكار التي تتم فيها في ظل صمت المؤسسات التابعة للنظام.