شبكة عين الفرات

خاص-عين الفرات

تقع مدينة حديثة العراقية غرب البلاد في محافظة الأنبار على بعد 260 كيلومتر نحو الجهة الغربية للعاصمة بغداد، ويبلغ عدد سكانها نحو 49 ألف نسمة من مجمل عدد سكان القضاء البالغ حوالي 100 ألف نسمة.

 وتمتد مدينة حديثة على ضفاف نهر الفرات لمسافة قدرها 25 كم، وتسكنها عشائر وقبائل عربية مختلفة من أهل مدينة حديثة، والرمادي وعنة وراوة.

منذ التاريخ، اهتم أهلها بالثقافة والأدب والعلوم، وشخصياتها الفكرية والدينية والأدبية شاهدة على تاريخ هذه المدنية العريقة، كما تتميز المدينة بخصوبة ترتبها الزراعية، وتضم سدًّا كبيراً يطلق عليه اسم ، سد القادسية، وهو ثاني أكبر السدود بعد سد الموصل في العراق.

كما تتميز المدينة باستخدام النواعير للري، وهي آلة دائرية كبيرة تصنع من أشجار خاصة تثبّت على النهر وتتصل بها أوانٍ فخارية تحمل الماء عند دوران الناعور لتسكبه في ساقية خاصة تصل إلى سكان القرى والأراضي الزراعية، تمهيداً لاستخدامه في الشرب للسكان والحيوانات وري المزروعات.

وتعمل النواعير بتأثير الماء الذي يدفعه التيار في النهر أو بواسطة الحيوانات، فيما أوقَفَ الاعتماد على الماكينات الآلية التي تعمل بالوقود عمل النواعير منذ سبعينيات القرن العشرين، لأنها تضخ الماء بسرعة أكبر وكلفة أقل، مع سهولة في الاستخدام وعدم أخذ مساحات واسعة سواء داخل النهر أو على والنواعير، ومفردها ناعور.

ويمتد تاريخ المدينة إلى العصر الآشوري، والبابلي، حتى صدر الإسلام، حينما نزلها العرب فعربوا اسمها الآرامي القديم (حذتا)، واسمها الحالي حديثة الفرات، أو حديثة النورة، ولكنها تبقى شاهداً على الإرث التاريخي الذي تحمله منطقة بلاد الرافدين.