شبكة عين الفرات | بالفيديو|| منسوب المياه بنهر الفرات يصل "الحد الميت".. والوضع ينذر بكارثة على كافة الأصعدة

عاجل

بالفيديو|| منسوب المياه بنهر الفرات يصل "الحد الميت".. والوضع ينذر بكارثة على كافة الأصعدة

خاص-عين الفرات

تواجه مناطق شرق وغرب الفرات على اختلاف الجهات المسيطرة عليها، خلال الأيام الأخيرة، تهديدات بمواجهة كارثة زراعية وخدمية نتيجة الانخفاض المتزايد بمنسوب نهر الفرات.

ففي مجال الزراعة، تتفق توقعات الفلاحين والجهات الرسمية حول الخسائر الكبيرة في موسم القمح هذا العام ، نظراً لقلة الأمطار، في ظل عجز الإدارة الذاتية التابعة لـ"قسد" عن ايجاد البدائل .

وأوضح، جهاد بيرم، المسؤول في إدارة السدود التابعة للإدارة الذاتية شمال شرق سوريا لشبكة "عين الفرات" أنَّ: "نسبة الانخفاض في منسوب مياه نهر الفرات بلغت وسطياً 5 أمتار، وانخفض منسوب سد تشرين 4 أمتار، بينما انخفض منسوب سد الطبقة لأكثر من 3 أمتار، مما دفع الإدارة الذاتية لإغلاق العنفات والاكتفاء بعنفة واحدة للخطوط الخدمية ( مطاحن - مضخات مياه - مشافي ومراكز عسكرية )."

وجراء ذلك، حذَّرت لجنة الزراعة في محافظة الرقة الفلاحين من زراعة القطن هذا العام، محملةً إياهم تبعة هذه الزراعة ومسؤولية محاصيلهم لعدم وجود مياه كافية للري، علماً أن مساحة المحاصيل المروية شمال شرق سوريا هو 600 ألف هكتار نصفها مخصصة للقمح .

اقرأ أيضاً: لجنة الزراعة التابعة لـ"قسد" تتخلى عن فلاحي الرقة بما يخص مواسم الذرة والقطن

حيث قرر مزارعو هجين وريفها ومناطق أبو الحسن والشعفة والسوسة بريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة "قسد"  الامتناع عن زراعة القطن والموسم الصيفي كالسمسم والخضار نتيجة عجزهم عن استجرار المياه إلى عبر الصهاريج التي باتت تشكل عبئاً كبيراً على الفلاحين والأهالي بشكل عام في ظل الأزمة الاقتصادية وحظر التجوال المفروض على المنطقة بسبب الكورونا.

وبحسب مكاتب المراقبة والإحصاء وبناءً على المعلومات الميدانية التي تم جمعها من الفرق المختصة، تتوقع الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا  أن إنتاج القمح هذا العام يتراوح ما بين 450 - 500 ألف طن بنوعيه القاسي والطري، أي أقل بنسبة 45%  عن إنتاج عام  2020 ( 870 ألف طن من القمح ).

ومن جانب قطاع الكهرباء، قال مصدر مسؤول بمؤسسة الكهرباء في الرقة لشبكتنا إن الأسابيع القادمة ستشهد انقطاع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة  على منازل الأهالي في ريف الرقة، بينما سيتم تعزيز الخطوط الخدمية بأكثر من 20 ساعة، نظراً لاهميتها في استمرارية الحياة، حيث تخرج عنفة الطبقة التي تعمل حالياً نحو 25 - 30  ميغا واط، معظمها للخطوط الخدمية.

ووصل النقص والانقطاع بالكهرباء لمدينة الحسكة، حيث تعيش المدينة في ظلام منذ أكثر من 8 أيام بسبب انخفاض منسوب المياه ، وهو ما دفع بالأهالي لتركيب ألواح طاقة شمسية بغية التأقلم مع الظرف الحالي.

بينما يعتبر قطاع مياه الشرب هو الأخطر اليوم، حيث بدأت مضخات الري بتقنين ساعات العمل لأكثر من 16 ساعة، وسط مخاوف من خروجها عن الخدمة إذا ما استمر انخفاض منسوب المياه أكثر من ذلك .

وشهدت أحياء في مدينتي الرقة والطبقة انقطاعاً لمياه الشرب لأكثر من 4 أيام، وعودتها للعمل في اليوم الخامس، ثم انقطاعها، إضافة لتغير لون المياه، كما ذكر بعض الاهالي، نظراً لارتفاع نسبة التلوث في النهر مع انخفاض  منسوب المياه .

وتقول خلفة العويد (أم حسن) من أهالي قرية الفتيح غرب الرقة: " كان اعتمادنا في مياه الشرب والري على ساقية القرية، لكنها جافة منذ 10 أيام، مما يدفعنا لشراء المياه من الصهاريج بمبلغ 10000 ل.س (أكثر من 3 دولارات أمريكية) للخزان 5 براميل، واستمرارية الوضع يعتبر كارثة في قرى تفتقر حتى لأبسط الخدمات الأساسية ".

وعن الكهرباء، تضيف أم حسن:" الكهرباء تأتينا ساعتين في الليل فقط، وفي وقت لا نحتاجها فيه، وأحيانا تنقطع لأيام بذريعة انخفاض منسوب المياه في  نهر الفرات ".

ويقول، مجدي العفر، من أهالي قرية حاوي الهوى:" هرباً من شبح المياه والكهرباء لجأت إلى حفر بئر داخل أرضي ليؤمن لي حاجتي من مياه الشرب، وقد بلغت تكلفته 3200 دولار أمريكي (ما يزيد عن 10 ملايين ليرة سورية)، في حين يعجز غالبية الأهالي عن اتخاذ هذه الخطوة لاسيما وأنها مكلفة وتحتاج إلى ترخيص وأوراق كثيرة ".

اقرأ أيضاً: المحاصيل الزراعية تواجه خطر الجفاف.. والنظام السوري يرفع رسوم حفر آبار المياه على الفلاحين

وانخفض حجم بحيرة سد الطبقة بحسب مصادر مسؤولة من 14 مليار متر مكعب من المياه إلى 6 مليار متر مكعب، الأمر الذي يعكس خطورة الوضع مع وجود حصة للعراق بمياه الفرات لايمكن ايقافها، حيث خفضت الادارة الذاتية حصة مياه نهر الفرات من 350 متر مكعب في الثانية إلى 175 متر مكعب في الثانية، بعد أن تم إبلاغهم بالأزمة الإقليمية التي تعيشها المنطقة.

وتضخ تركيا 200 متر مكعب/ في الثانية من المياه إلى داخل الأراضي السورية من أصل 500 متر مكعب بالثانية (على الأقل) يجب أن تدخل سوريا لتتقاسمها مع العراق بحسب الاتفاقية التي تم توقيعها بين سوريا وتركيا والعراق عام 1987 .

 

 

أخبار متعلقة