حملة أمنية غير مسبوقة تستهدف السوريين شمالي لبنان
شهد شمال لبنان خلال الأيام الماضية حملة أمنية غير مسبوقة، استهدفت اللاجئين السوريين رغم أن المنطقة لم تشهد أي تحريض شعبي أو حزبي ضدهم أسوة بما حصل بمناطق أخرى عقب اغتيال المسؤول بحزب القوات اللبنانية "باسكال سليمان".
وشنت السلطات اللبنانية حملة أمنية كبيرة في مناطق طرابلس وديرعمار والمنيا وحلبا وحتى منطقة وادي خالد على الحدود السورية اللبنانية.
وشملت الحملة إغلاق كافة المحال التي يستأجرها سوريون، واعتقال أصحابها بحجة عدم امتلاكهم أوراقًا قانونية.
ونصبت القوات اللبنانية حواجز مؤقتة في ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت، وأوقفت العشرات من السوريين واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وأصدر عقب الحملة وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية "عصام شرف الدين" تصريحًا، أعلن فيه تسيير ما سماها قافلة "عودة طوعية" إلى سوريا يوم الثلاثاء القادم والتي تشمل 2000 سوري وفق تعبيره.
وسبق الحملة إصدار المديرية العامة للأمن العام قرارًا ألغت بموجبه الكفالة الشخصية والكفالة على عقد الإيجار، واستحدثت كفالة مصرفية جديدة اشترطت على طالبها دفع مبلغ يعادل 20 ألف دولار أمريكي.
صمت المعارضين للنظام
لم يصدر عن الساسة اللبنانيين المعارضين لنظام الأسد أي تصريح بخصوص ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان، باستثناء تصريح لزعيم حزب القوات اللبنانية "سمير جعجع".
وقال "جعجع" إنه من المؤيدين للثورة السورية لكن استقبال السوريين على أرضه موضوع مختلف، وتطرق إلى إمكانية نقل المعارضين إلى الشمال السوري.
وأضاف الزعيم اللبناني أنه لا يعترف بأكثر من 400 ألف سوري في لبنان ممن يحمل إقامات عمل بفئات "البناء والزراعة والتنظيفات والعتالة".
وتسود حالة من القلق بين اللاجئين السوريين وخاصة المعارضين منهم لنظام الأسد من احتمال ترحيلهم إلى مناطق النظام.
وزاد الخوف مع عجز الحكومة اللبنانية عن ضبط الحدود، وفشلها في إدارة ملف النزوح وتحديد من يستحق ومن لا يستحق اللجوء.