إيران تتجاهل قتلى "فاطميون" في سوريا
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا كشفت فيه تجاهل إيران، حماية عناصر مليشيا "لواء فاطميون" الأفغاني الموجودين في سوريا، أو تعويض عائلات قتلاهم القاطنين في إيران.
وقالت الصحيفة إن عناصر المليشيات الإيرانية الـ 12، الذين قتلوا قبل أيام في سوريا جرّاء الغارات الأمريكية، كانوا أفغانًا وليسوا إيرانيين.
من هو "لواء فاطميون"
جنّدت إيران مع اندلاع الحراك الشعبي في سوريا عام 2011، آلاف اللاجئين القادمين من أفغانستان إلى إيران، وعرضت عليهم مقابل تجنيدهم في صفوفها رواتب شهرية لا تتجاوز الـ 500 دولارًا أمريكيًّا، إضافة إلى منحهم الإقامة في إيران والسماح لأبنائهم بتلقي التعليم في البلاد.
ويبلغ عدد مليشيا "لواء فاطميون" الأفغاني يبلغ حوالي 20 ألف عنصر، ويعملون تحت راية "فيلق القدس"، الذراع الخارجي لـ "الحرس الثوري" الإيراني.
نفي إيراني
نفى مسؤولون إيرانيون أن يكون من بين ضحايا الغارات الأمريكية الأخيرة في سوريا، أي عناصر تابعين لها، مدّعية أنهم من المدنيين.
واستمر إهمال إيران لعناصرها الأفغان، بتجاهل "الحرس الثوري" إصدار أي بيان يعترف فيه بالقادة الأفغان الذين قُتلوا بالغارات الأمريكية، كما لم يهدد أي مسؤول إيراني بالانتقام لمقتلهم، أسوة بتهديداتهم السابقة بعد مقتل أي قيادي إيراني.
نعوش الأفغان
رغم محاولة إيران التستر على مقتل عناصرها الأجانب، ومنهم عناصر مليشيا "لواء فاطميون" الأفغاني في سوريا، إلا أن صور النعوش التي وصلت إلى مدن مشهد وقم وشيراز، كانت كفيلة بفضحهم.
وحمل بعض المشيعين علم "فاطميون"، وحضر مسؤولون محليون ورجال دين وممثل عن "الحرس الثوري" وأعضاء مما يسمى "مجتمع اللاجئين الأفغان" بعض الجنازات.
إيران لا تحمي عناصرها الأفغان
قال الخبير في شؤون المتشددين والحركات "الإرهابية" بمنطقة الشرق الأوسط "حسين إحساني"، إن هناك قلقًا متزايدًا يسود بين الأفغان من تعرضهم للقتل، وعدم حمايتهم من إيران التي تتبرأ من قتلاهم حماية لمصالحها الخاصة".
وأضاف "إحساني" أن اللاجئين الأفغان في إيران يشعرون أن طهران تستخدمهم "علفًا لمدافعها".
غضب أفغاني
أعرب عدد من الأفغان ومنهم عناصر بـ "فيلق القدس"، عن غضبهم وإحباطهم من تعامل إيران مع قتلاهم، ونشروا رسائل عبر مواقع التواصل، وشكك بعضهم في صمت "فيلق القدس" واصفين إياه بالتمييز.
ومن بين القادة الأفغان الذين قُتلوا، كان "علي حسيني" و "حمزة علوي"، اللذان كانا من المقربين من الإرهابي "قاسم سليماني".
خط دفاع إيران
شكلت مليشيا "لواء فاطميون" الأفغاني في سوريا، خط المواجهة الإيرانية الأول وساهمت في بسط قوات النظام سيطرتها على مساحات واسعة من البلاد.
وكشفت صحيفة إيرانية رسمية، أن اللواء فقد ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من عناصره في سوريا، بينما صنفته الولايات المتحدة منذ عام 2019 "منظمة إرهابية".
وتهدد إيران وفق الصحيفة، اللاجئين الأفغان القاطنين على أراضيها بالترحيل إلى بلادهم، أو الانضمام إلى صفوف مليشيا "لواء فاطميون"، الأمر الذي أجبر آلاف الأفغان على القبول خوفًا من الترحيل.
وكشفت الصحيفة أن إيران أجْلت كبار قادة "الحرس الثوري" من قواعدها المنتشرة في سوريا، قبل أيام قليلة من الغارات الأمريكية، وأبقت على القادة والعناصر الأفغان، ما تسبب بمقتل عدد كبير منهم جرّاء الضربات الأمريكية.