"سوق للسبايا في إدلب".. لماذا نشرت "العربية" تقريرها المضلل ثم حذفته؟
أثار نشر قناة “العربية” السعودية قبل أيام تقريراً زعم وجود “سوق سبايا” في إدلب انتقادات واسعة لما حمله من تضليل ومحاولة لتشويه مناطق الشمال السوري حسبما كتب آلاف الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومما زاد من وقع الانتقادات الهائلة عدم إيراد تقرير القناة أي دليل يثبت صحة ادعائها مثل صور أو فيديوهات، الأمر الذي دفع القناة في وقت لاحق إلى حذف التقرير بشكل كامل من كافة منصاتها.
وكان التقرير يحمل عنوان “النصرة تفرض دولتها… لا اختلاط في إدلب وسجون للسبايا”، وزعمت فيه أن سجوناً في إدلب تحوي “سبايا” من القومية الكردية و”إيزيديات” و”مسيحيات”، يتم بيعهن في تجارة الرقيق.
وادعى التقرير أن كل امرأة ترفض حكم زعيم “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني توجه لها تهمة “امتهان الدعارة”، وينتهي مصيرها إلى الموت.
ونقل ما سمّاها "شهادة" عن فتاة اسمها شريهان رشو، زعمت فيه أنها بيعت في مدينة الرقة في عملية تجارة للرقيق من إدلب، دون أي إثبات يثبت صحة ذلك الادعاء، وهو أمر يرى ناشطون عدم مصداقيته لسهولة كتابة مثل تلك الشهادات وادعاء ما تشاء فيها.
التقرير كان من إعداد الصحفية الكردية لامار أركندي، وكانت عرضته على قناتها الخاصة على يوتيوب قبل عدة سنوات، قبل عرضه على “العربية”، في حين أشار ناشطون إلى أن توقيت عرض التقرير على قناة "العربية" يأتي بعد الانفتاح السعودي على نظام الأسد، وتبدل الخط التحريري للقناة بشكل فج، وفقاً لتوجهات الرياض.
وفي معرض ردهم على القناة، قال ناشطون سوريون إنه لا وجود لمثل تلك الأكاذيب التي وردت في التقرير، فضلاً عن أن إدلب خالية من الإيزيديين.
ويرى آخرون أن الإعلام السعودي سيعمل في الفترة المقبلة على تصوير مناطق شمال غربي سوريا على أنها "حاضنة للإرهاب" في تماهٍ مع خطاب نظام الأسد ووسائل إعلامه التي طالما هاجمت السعودية قبل عملية التطبيع مع النظام واتهمتها بأنها "صنعت الإرهاب" ودعمت "التنظيمات الإرهابية"، غير أن كل ذلك تجاهلته الرياض ووسائل إعلامها الرسمية وباتت أقرب إلى تصدير رواية الأسد عن الوضع في سوريا وجعله "ضحية" ونعت من خرج عليه "بالإرهابي".
يذكر أن “وزارة الإعلام” التابعة لحكومة الإنقاذ (ذراع هيئة تحرير الشام المدني) في إدلب نفت ما جاء في التقرير، قائلة إن “التقرير أعدته صحافية كردية حاقدة على المنطقة، وحذفته القناة بعد سلسلة الردود السلبية التي تلقتها وهاجمتها لعدم دقة المعلومات وفضح حقيقة التقرير”.
وأشار البيان إلى على عدم وجود سجن أو سوق للسبايا في منطقة إدلب، نافياً رواية اعتقال النساء وما يتعرضن له من معاملة وحشية، أو اعتقال للمعلمين والمعلمات بدعاوى باطلة.