كيف يستهزئ نظام الأسد بمعاناة السوريين؟
خاص - عين الفرات
يعرف السوريون تمامًا حي المزة الواقع في قلب دمشق، إن كان من المقيمين في العاصمة أو من زائريها في سبيل العلاج أو الدراسة أو مراجعة المركز لشؤون لا يمكن تسييرها في أفرع المحافظات، والكل يعرف كذلك مدى رقيّ هذا الحيّ القادم من طبيعة سكانيه، إلا أن المزة الدمشقي بات اليوم في حال يدعو لضرب الكف بالكف والاستغفار والحولقة نتيجة عبث حكم آل الأسد واستقدامه سفلة البشر من كل حدب وصوب.
أسوة بكل مناطق سيطرة قوات الأسد يعاني حي المزة انقطاعًا في كل شيء، حتى ذكر أحدهم أنه بات يشتاق كثيرًا لأكبر مصدر إزعاج في استراد المزة وهو صوت محركات السيارات على اختلاف أنواعها والذي – حسب قوله- تراجعت حدته كثيرًا مع انعدام الوقود، والأكثر إثارة للسخط هو الظلام المخيم على الحي كغيره من أحياء مناطق النظام. كل ذلك يبدو طبيعيًّا في ظل عجز النظام عن تأمين مقومات الحياة للسكان في مناطقه، إلا أن نفس النظام وعلى عادته يتجاهل معاناة الأهالي ويصرّ على الاستهزاء بآلامهم.
صور نشرتها صفحة محلية في العاصمة أظهرت زينة مضاءة وضعتها شركة "إيما تيل" في فرعها بمنطقة المزة في العاصمة دمشق، الزينة مضاءة ليلًا وفي ساعات النهار أمام أعين السوريين الذين يجوبون الشارع وينظرون ويتحسرون على قليل من هذه الكهرباء علها تضيف قليلًا من الطاقة لهواتفهم المحمولة، أو تعطي قليلًا من الدفء لغرفهم أو على الأقل لقدر ماء يُستحمّ به. وبالطبع كل السوريون يعرفون لمن تعود ملكية شركة "إيما تيل" ويعرفون تمامًا أن مالكها "خضر طاهر" أو كما يعرفه من حوله "أبو علي خضر" مقرب من نظام بشار الأسد، وأنه ليس إلا واجهة لنشاطات رأس النظام وزوجته وشقيقه قائد الفرقة الرابعة.
الآن أصبح السوريون على يقين أن نظام الأسد يستهزئ بما هم فيه ويضع معاناتهم أبعد من هامش اهتماماته، مع علم الجميع انه لا يملك قطعًا حلًا لأزمات السوريين، وكذلك لا يملك أبدًا أدنى حدّ من الأخلاق يدفعه لترك الأمر لأهله، واستمرارًا وبعد أن سلم البلاد وما /من فيها لروسيا وإيران لم يعد أمر الحل والفصل بيده، هو فقط يمكنه نهب كل شيء بشكل مباشر أو عن طريق زوجته وأقاربه أو واجهاته وأذرعه المنتشرة كالمرض الخبيث في كل مكان.