إيران.. دعوات للاحتجاج والإضراب العام مع زيادة الضغوط على نظام الملالي
أطلق المتظاهرون الإيرانيون دعوات إلى خوض إضراب لمدة 3 أيام، وسط الأسبوع الجاري، مع دخول الاحتجاجات شهرها الثالث.
وتزيد دعوات الإضراب، من مخاوف السلطات الإيرانية، بعد أن أدت دعوات مماثلة لتعبئة المحتجين في الأسابيع الماضية إلى زيادة الاحتقان الشعبي، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ولم تثن خطوة طهران بحل جهاز "شرطة الأخلاق"، المتظاهرين عن مواصلة الاحتجاج، بحسب الصحيفة البريطانية، حيث دعا المحتجون إلى تنظيم تجمع حاشد في ساحة "آزداي" بوسط طهران، الأربعاء القادم، بالتزامن مع الإضراب.
"استرضاء المحتجين"
وأفادت تقارير صحفية أن المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، أعلن، يوم السبت الفائت، عن قرار بحل شرطة الآداب، التي تسببت في مقتل الشابة "مهسا أميني" وأشعلت احتجاجات غير مسبوقة بالبلاد.
ولم يصدر أي تأكيد من وزارة الداخلية المسؤولة عن شرطة الآداب، في الوقت الذي نفت فيه وسائل إعلام رسمية إيرانية، إشراف المدعي العام على الجهاز، لتقرير مستقبله.
ويشير إعلان المدعي العام بحسب وكالة "آسوشيتد برس"، إلى محاولة استرضاء المحتجين وإيجاد طريقة لإنهاء الاحتجاجات، التي أودت بحياة 470 شخص، بحسب جماعات حقوقيةّ؟
من جانبها، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنَّ قرار حل جهاز الشرطة المثير للجدل، الذي أعلنته وسائل الإعلام، يظهر كـ "أول تنازل كبير" من الحكومة لحركة الاحتجاج التي تعرفها البلاد.
ويأتي الحديث عن إلغاء جهاز شرطة الأخلاق، بعد يوم واحد من إعلان المدعي العام ذاته، عن إجراء البرلمان والسلطة القضائية في إيران مراجعة لقانون إلزامية ارتداء النساء لحجاب الرأس بالأماكن العامة.
وقال منتظري، إن الحكومة تعيد النظر في قانون إلزامية الحجاب، وهي إحدى القضايا التي أثارت الاحتجاجات على خلفية مقتل "مهسا أميني"، وهي شابة إيرانية كردية تبلغ من العمر 22 عاما، احتجزتها شرطة الآداب لخرقها قواعد الحجاب.
وعقب اجتماع مغلق، شارك فيه عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي، قال النائب الإيراني، نظام الدين موسوي، لوكالة أنباء إيسنا شبه الرسمية، إن الحكومة "تولي اهتماما لمطالب الشعب الحقيقية"، في حين لم يتطرق لموضوع شرطة الأخلاق.
وحاولت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية الأحد، تفادي الخوض في موضوع حل شرطة الأخلاق، وعلقت قناة العالم التلفزيونية الرسمية، على الخبر، بالقول إن وسائل الإعلام الأجنبية تصور تعليقات المدعي العام، على أنها "تراجع من جانب الجمهورية الإسلامية عن موقفها من الحجاب والأخلاق الدينية نتيجة للاحتجاجات".
"نقطة اللاعودة"
وفي سياق متصل، أوردت صحيفة الغارديان، أن دبلوماسيين أوروبيين يرون أن القيادة الإيرانية، وصلت إلى "نقطة تحول، لا رجعة فيها".
وأبرز دبلوماسي أوروبي في تصريح للصحيفة، أن النظام الإيراني يعيش على وقع ضغوط وتقاطبات حول السبل المثلى للتعامل مع الاحتجاجات، مشيرا إلى أن "المسؤولين يجرون حوارا مع أنفسهم، لكن المتظاهرين يرون أن عروض الإصلاحات المقدمة حتى الآن غير كافية".
ويذهب الدبلوماسي إلى اعتبار أن "خسارة النظام الإيراني الواضحة للدعم الداخلي، تزيد من حدة الجدل في صفوف مسؤوليه، حول ما إذا كان على طهران التوجه نحو زيادة التحالف مع روسيا، أو السعي لإحياء الاتفاق النووي".
وفي نفس السياق، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روب مالي، إن القيادة الإيرانية حبست نفسها في "حلقة مفرغة" عزلتها عن شعبها والمجتمع الدولي، مضيفا أن واشنطن تركز على قرار طهران تسليح روسيا في أوكرانيا وقمع احتجاجاتها الداخلية أكثر من تركيزها على المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.
وأضاف المبعوث الأميركي في مؤتمر في روما "كلما زاد قمع إيران، زادت العقوبات. كلما زادت العقوبات، كلما شعرت إيران بالعزلة كلما لجأوا إلى روسيا. وكلما لجأوا إلى روسيا، كلما زادت العقوبات، وكلما تدهور المناخ، قل احتمال وجود دبلوماسية نووية، لذلك من الصحيح الآن القول إن الحلقات المفرغة كلها تعزز نفسها.
وأضاف مالي، وفقا للغارديان أن "قمع الاحتجاجات ودعم إيران لحرب روسيا في أوكرانيا هو المكان الذي ينصب فيه تركيزنا لأن هذا هو المكان الذي تحدث فيه الأشياء، وحيث نريد أن نحدث فرقا".
وتشير تصريحات مالي إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران اتخذت سلسلة من القرارات المصيرية التي تجعل إحياء الاتفاق النووي، أمرا مستحيلاً سياسياً في الوقت الراهن، على الرغم من إشارته إلى أن "باب الدبلوماسية لم تغلق، إذا غيرت القيادة الإيرانية مسارها".
وأكد الدبلوماسي الأوروبي للغارديان: "الوضع في الحقيقة بسيط للغاية، الجمهورية الإسلامية – النظام، فقد بعد 43 عاماً العلاقة مع شعبه، وهذا ما يدور حوله الأمر حقا، حيث يختلف الوضع الحالي عن أي شيء آخر طيلة العقود الماضية".
المصدر: "موقع الحرة"