الحرس الثوري الإيراني يعلن استنفاره في مطار حلب ويقيل عدداً من ضباطه ويستجلب قادة إيرانيين.. فما السبب؟
طردت إيران خلال الشهر الفائت عدداً من الضباط العاملين في مطار حلب، واستبدلتهم بقادة إيرانيين على أمل استعادة السيطرة على المطار وتقوية حصانته الأمنية.
وأفادت مصادر خاصة من داخل المطار أن إيران غاضبة بعد فشل ميليشيات "زينبيون" الباكستانية التي تتقاضى أجوراً تعتبر الأدنى مقارنةً بباقي الميليشيات الإيرانية الأخرى الحامية للمطار، ومع ذلك فهي تعتبر خط الدفاع الأول لمنع الهجمات المتكررة على المطار والحفاظ على السيطرة الأمنية
ما دفع ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بحسب المصدر، لطرد بعض الضباط واستبدالهم بقادة إيرانيين جدد، على أمل استعادة الأمن، خاصة عقب الاضطرابات الأخيرة لجميع الرحلات الجوية من وإلى مطار حلب، الذي يشكل حلقة وصل مهمة بين إيران وشمال سوريا.
وأكد المصدر أن ما زاد الطين بلة وأثار غضب إيران هو مقتل ضابط باكستاني الأسبوع الماضي، وإصابة ضابط في الحرس الثوري الإيراني بقنبلة يدوية بطريق الخطأ.
ويأتي استنفار الميليشيات الإيرانية في مطار حلب على قدر الأهمية التي يشكلها لهم، كنقطة ارتكاز في سوريا، لأنه يسمح لهم بالعبور بين ايران وشمال سوريا من جهة، كما يوفر أيضاً مصدراً رئيسياً للدخل لـ "عصام شموط" مدير أجنحة الشام للطيران ورجل إيران الأول في سوريا، الذي لا تزال شركته احدى الشركات القليلة العاملة في المطار.
رغم اعتماد إيران على مطار بيروت بشكل أكبر في تنّقل الشخصيات المهمة ومن ثم عبورها إلى سوريا.
وبالطبع فإن حلب وريفها كانت هدفاً لإيران منذ عام ٢٠١٨، ومنذ ذلك الحين تزايد نشاط حزب الله اللبناني فيها بأوامر وتوجيه من الحرس الثوري الإيراني لإثبات الوجود وزيادة التمركز والسيطرة، الأمر الذي نتج عنه افتتاح إيران قنصلية خاصة لها في حلب في أيار من عام 2021 وذلك بعد إعلان "محمد جواد ظريف" وزير الخارجية الإيراني عنها في زيارته للنظام السوري
وتتجلى أطماع إيران بحلب بتحقيق إيرادات لها تغطي نفقات ميليشياتها، من خلال السيطرة على الأراضي وزراعتها عبر شخصيات سورية جنّدتهم قبل عام ٢٠١١، منهم على سبيل المثال (أحمد الخلف الفرج) شيخ عشيرة البوحسن.
بينما الشخصية الأبرز التي تنسق لمثل هذه الأعمال فهو (السيد عبد الصاحب الموسوي)، رئيس منظمة في لبنان، والذي يقضي كثير من وقته في حلب، لتنفيذ مخططات إيران في المنطقة التي تنافسها عليها القوات الروسية.
أما بالنسبة (لعصام شموط) شريك رامي مخلوف ورجل إيران والنظام في سوريا، الذي أشرف عبر شركة الطيران الإيرانية "ماهان"، على تهريب بعض اللاجئين السوريين من أوروبا ودخولهم إلى سوريا بأسماء مختلفة عن أسمائهم، وبأماكن تواجدهم في أوروبا، إضافة لضلوعه بتجنيد الكثير من اللاجئين للترويج للنظام عن طريق المال.
الجدير بالذكر أن صفحة الفيس بوك وحساب التليغرام الخاصتين بمطار حلب الدولي، لم تذكر هذه المشاكل الأمنية لأنها محرجة لسمعة ميليشيا الحرس الثوري من جهة، كما أنها تسبب خسائر مادية لـ "شموط" في حال عدم نزول الطائرات للمطار