العراق.. استنكار واسع لحرق مساجد ومصاحف بحجة مناهضة "الصرخي" (فيديو)
استنكر ناشطون ووجهاء عشائر عراقيون ما تقوم به جماعات شيعية من حرق للمساجد والقرآن الكريم في مناطق مختلفة بالعراق، وذلك رداً على تصريح أحد أتباع رجل الدين الشيعي "محمود الصرخي،" أن بناء المزارات والقبور "لا أساس له في الإسلام".
وطالب الناشطون ووجهاء العشائر القوات الأمنية في العراق بمنع الجماعات الشيعية المتطرفة من حرق القرآن الكريم والمساجد، ووضع حد لذلك، محذرين من مخاطر الفتنة الطائفية.
وجاء هذا التصعيد من قبل الجماعات الشيعية بعد دعوة خطيب صلاة الجمعة، علي المسعودي التابع للمرجع الديني الشيعي محمود الصرخي، إلى هدم المراقد والمزارات الدينية، لترد السلطات العراقية باعتقال المسعودي والعشرات من أتباعه في 9 محافظات وسطى وجنوبية.
بدوره، أمهل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الصرخي 3 أيام للتبرؤ من المسعودي، محذرا من أنه "سيلجأ إلى الطرق القانونية والشرعية والعرفية".
وكانت خطبة المسعودي تفاعلت بشكل كبير في الشارع العراقي، خاصة بعدما أشار فيها أيضا إلى المراقد الدينية المقدسة لدى الشيعة، فيما اعتبرها كثيرون دعوة لهدم المقدسات الشيعية، فيما ردت الجماعات الشيعية بهدم وإحراق جوامع ومكاتب تابعة للصرخيين في عدد من المحافظات العراقية.
وتناقل ناشطون تسجيلات مصورة تظهر آلية حفر تقوم بدفع منارة مسجد وتهدمها في محافظة بابل، كما تُظهِر فيديوهات أخرى حرائق في مساجد يفترض أنها في محافظات الديوانية وبابل.
#عاجل | حرق الحسينيات التابعة لأنصار الصرخي في محافظة بابل pic.twitter.com/C7MbAVjHRR
— 🇮🇶ᓚɹ̈Lɹ̤ȷܭ ْْᴝ (@zyn43452) April 11, 2022
بدوره، أعلن مجلس القضاء العراقي الأعلى صدور مذكرة قبض بحق محمود الصرخي نفسه بتهمة "الاعتداء على معتقد لإحدى الطوائف الدينية" و"التحقير من شعائرها"، فيما تشير إحصائية غير رسمية أن أكثر من 40 حسينية تعرضت حتى الآن للحرق والدمار.
ويستند الصرخيون إلى حديث منسوب لعلي بن أبي طالب، قال فيه لأبي الهياج وهو أحد أصحابه، "أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله، لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته".
من هو محمود الصرخي؟
ولد الصرخي في مدينة الكاظمية ببغداد عام 1964، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة بغداد عام 1987. وبعد انتهاء دراسته الجامعية واظب على حضور الحلقات الدينية في مدينة النجف. ومن ثم أصبح أحد طلاب المرجع الشيعي البارز محمد محمد صادق الصدر، والد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ويعرف الصرخي نفسه بأنه مرجع شيعي عراقي ينتمي إلى طائفة الشيعة الاثنا عشرية، ولديه أتباع يُقدرون بعشرات الآلاف، ويقيمون في محافظات عراقية مختلفة، أبرزها بابل وكربلاء والناصرية والديوانية والبصرة.
يعد الصرخي نفسه مرجعًا عربيًا، ولديه آلاف من الأتباع في غالبية المدن العراقية، وعُرف خلال السنوات التي أعقبت دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003 بمواقفه المختلفة عن أقرانه من رجال الدين الشيعة، ورفضه لمواقف وفتاوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، خاصة فتوى الجهاد الكفائي وتشكيل فصائل الحشد الشعبي عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.
ويصنف الصرخي من علماء الدين الشيعة المعتدلين، وله آراء في نبذ الطائفية ويدعو إلى دولة يعيش فيها الجميع بغض النظر عن مذهبهم أو ديانتهم أو قوميتهم.
وبحسب مصادر شيعية فإن هناك خلافاً بين الصرخي، الذي يعتبر نفسه مرجعاً شيعياً عربياً، وبين عدد من المرجعيات الشيعية، كما يُعرف بأنه مناهض لإيران وهاجم أتباعه عام 2006 مقر القنصلية الإيرانية في البصرة.