مفتي النظام السوري يحرف القرآن الكريم لمهاجمة اللاجئين الذين أجبروا على مغادرة سوريا (بالفيديو)
أصدرت وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري بيانياً عبر المجلس العلمي الفقهي بدمشق، للرد على ما بدر من المدعو، أحمد بدر الدين حسون، مفتي النظام، بشأن تفسيراته الخاصة لسورة "التين" في القرآن الكريم، وأكد أنَّ "تفسيراته مغلوطة ومنحرفة".
وعلى الرغم من مشاركة شيوخ وموظفي وزارة الأوقاف في الحرب التي شنها النظام ضد السوريين، وتأييديهم المطلق لرأس النظام المجرم وجيشه والميليشيات سواء كانت محلية أو خارجية، رغم ارتكاب هذا النظام أبشع الجرائم بحق المدنيين.
إلا أنَّ تحريف تفسير القرآن الكريم على لسان "بدر الدين حسون" كان أكبر من حدود التشبيح والتأييد للقتلة، ما أجبرهم على استنكاره لتفادي ردود أفعال الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية التي وصفها حسون بمرتبة أقل شأناً من السوريين.
واستنكر المجلس العلمي الفقهي تفسيرات المفتي حسون، وأكد في بيانه أنَّه "لم يتجرأ أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على تفسير القرآن برأيه، وإن التفسير بالرأي المنهي عنه هو التفسير وفق الأهواء والأغراض وليس غلقا لباب التفكر والتدبر في آيات الله".
وأضاف البيان، إنَّ المقطع المنسوب للمفتي يحرّف تفسير قول الله: (والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ويخرجه عن تفسيره الصحيح.
وقال المجلس: "إنَّ المفسرين أجمعوا فيما ذكروه من تفسير الآيات أن الله تعالى يقسم بكل عظيم، ومنه ما خلق للإنسان مما ينفعه ويصلح حياته، وما جعل في التين والزيتون من نفع عظيم، ثم أقسم بالبقاع المقدسة، ثم بيّن سبحانه أنه خلق الإنسان الذي هو المحور الأساسيُّ في الكون في أحسن تقويم".
وأشار إلى أنَّ المقصود به كل إنسان، وليس إنساناً مخصوصاً بعينه في زمان ما أو مكان ما، هذا التفسير هو "عصبية مقيتة حذّر الإسلام منها ونهى عنها".
وأكد على "ضرورة التمسك بالثوابت، وعدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة التي لا تسعفها لغةٌ، ولا يقرُّها منطق أو برهان، والتي تخرق إجماع الأمة، وتكون سبباً في تفريق شملها وتساهم في شق صفّها ووحدة كلمتها".
وبحسب البيان فإنَّ "منهج التفسير بالأغراض الشخصية أدى إلى ظهور التطرف في تفسيره من جهة أخرى، لأن منهج المتطرفين والتكفيريين إنما يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية، لذلك وجب التنويه إلى مخاطر مثل هذه التفاسير المنحرفة".
اقرأ أيضاً: بعد ترويج معلومات كاذبة.. إيران تسعى لتحويل مقبرة في ديرالزور إلى مزار (فيديو)
ويأتي هذا البيان كرد على الفيديو الذي انتشر مؤخراً لـ "حسون" خلال عزاء الفنان السوري الراحل صباح فخري قال فيه، إنَّ خريطة سورية مذكورة في القرآن الكريم بسورة التين، ويزيد بالقول: "موجودة بسورة منقرأها كتير بصلاتنا وهي (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿۱﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿۲﴾ وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴿۳﴾ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)".
وبحسب تفسيرات حسون: "لقد خلقنا الإنسان في هذه البلاد في أحسن تقويم، فإذا تركها رددناه أسفل سافلين" والحديث موجه إلى اللاجئين الذين أجبروا على الخروج من سوريا.
ويستطرد حسون في تفسيراته: ثم يكمل (الله) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات (في هذه الأرض) فلهم أجر غير ممنون، أي الذين بقوا في سوريا"، ويوجه حديثه لمن غادر: "عودوا إلى بلادكم.. في الخارج لن تجدوا من يصلي عليكم".
يشار إلى أنَّ أحمد بدر الدين حسون، ينحدر من مدينة حلب شمالي سوريا ويحمل الدكتوراه في الفقه الشافعي من جامعة الأزهر، وعين مفتياً لحلب عام 2002 ثم تولى منصب مفتي الجمهورية منذ العام2004.
اقرأ أيضاً: بصبغة طائفية بحتة.. مكتب الثقافة الشيعية اللبناني يرسل شحنة مساعدات إنسانية إلى حلب
وعُرفَ عن حسون وقوفه ضد الثورة السورية وانحيازه الكامل للنظام المجرم، وأصدر فتاوى تبيح قتل أبناء الشعب السوري، أشهرها إجازته لاستخدام البراميل المتفجرة في قصف مدينته حلب.