بعد انهيار الليرة.. تجار قطع صيانة السيارات يواجهون الإفلاس والزبائن لا تزورهم إلا صدفة
خاص-عين الفرات
يعاني تجار قطع السيارات في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، خلال الآونة الأخيرة، من تقلص كبير في حجم المبيعات، بعد عزوف أصحاب السيارات عن شراء القطع إلا في الحالات الضرورية.
وقال مراسل شبكة "عين الفرات" إنَّ الحركة التجارية في مدينة الرقة تشهد ركوداً واضحاً، وبشكل خاص تجارة قطع السيارات سواء كانت الجديدة منها أم المستعملة، ويعود السبب الرئيسي في هذا إلى الانهيار الكبير في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.
وعند سؤال، عايد الخضر، وهو مالك لآلية متوسطة الحجم، عن أعطال سيارته قال: "أتجنب بقدر المستطاع إصلاح الأعطال التي تحتاج لتغيير القطع، ما جعلها تتراكم في سيارتي، وكل هذا بسبب انخفاض سعر صرف الليرة".
وأضاف الخضر: "لم نعد نجرؤ حتى على القدوم إلى المنطقة الصناعية، الأسعار ملتهبة، والباعة لا يقبلون إلا بالدولار، أضف إلى ذلك الارتفاع المتزايد في أسعار المحروقات وسوء جودتها".
اقرأ أيضاً: الدراجات الهوائية "البسكليتات".. ملاذ أهالي الرقة لمواجهة غلاء أسعار وسائط النقل
وعن سيارات الأجرة قال، علي العويد، وهو مالك سيارة أجرة "تكسي" نازح من دير الزور: "أملك سيارة أجرة من نوع (سابا)، لكن رداءة الطرقات تسبب الأعطال بشكل متكرر، وأجور الإصلاح باهظة ولا تتم إلا بالدولار الغير مستقر، نتقاضى الأجور من الركاب بالعملة المحلية، وهذا ما جعلنا في خسارة كبيرة".
وأكمل العويد: "في حال تعطلت السيارة مرتين في الشهر نكون قد خسرنا معظم أرباحنا من العمل، ولدينا مستلزمات أخرى تثقل كاهلنا".
ومن جهته أجاب، حمد الكامل وهو مالك ورشة لصيانة السيارات "ميكانيك"، عن سبب ارتفاع الأسعار قائلاً: "تراجعت نسبة إقبال الزبائن لمحالنا، والسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في كافة القطع سواء المستعملة أو الأجنبية".
وأوضح الكامل: "نشتري البضاعة بالدولار، إن قمنا ببيعها بالليرة الغير مستقرة سنكون قد خسرنا كل شيء، كما أنَّ قيمة الدولار في صعود، لهذا نحدد الأسعار بالدولار".
اقرأ أيضاً: ساحات المياومة.. ملاذ الشبان من نازحين ومحليين في الرقة بحثاً عن أي فرصة عمل
والجدير بالذكر أنَّ الليرة السورية تشهد انهياراً متزايداً في قيمتها أمام العملات الأجنبية، فقد تجاوز سعر الصرف صباح اليوم الـ 4500 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، وهذا ما يزيد من الضغوط المعيشية الصعبة التي يشهدها عموم الشعب السوري.