ساحات المياومة.. ملاذ الشبان من نازحين ومحليين في الرقة بحثاً عن أي فرصة عمل
خاص - عين الفرات
تشهد مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية "قسد" شمال شرق سوريا، ارتفاعاً كبيراً بنسبة البطالة، بعد انعدام فرص العمل وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
هذا ما دفع العشرات من الشبان وحتى الكبار في السن للتجمع في بعض ساحات المدينة بشكل دائم، منتظرين حصولهم على عمل يومي مهما كان أجره زهيداً.
فمدينة الرقة تكتظ بالسكان ونزح إليها الآلاف من السوريين، الكثير منهم قادم من مناطق سيطرة النظام السوري، هرباً من إجرامه وبطشه.
وتعد ساحتي المتحف ودوار الدلة من الأماكن الأكثر شيوعاً لتجمع العمال، مع وجود بعض الأماكن الأخرى التي يتواجد فيها عدد قليل من عمال المياومة الباحثين عن عمل قد يكون في البناء أو نقل الأثاث أو التنظيف وترحيل الأنقاض وغيرها.
وقال علي 36 عاماً، وهو نازح من بلدة التبني بريف دير الزور: " إنَّ الوضع المعيشي المتردي الذي تشهده عموم البلاد هو ما أدى لانتشار ظاهرة البطالة ولا سيما بين الشباب".
وأضاف علي: "قبل فترة لم يكن الوضع بهذا السوء، لكن الآن لدي رغبة كبيرة للخروج من البلاد والتوجه إلى دول الجوار، لكن التكاليف المادية السفر أو التهريب تمنعني من ذلك".
وعن الأعمال التي يقوم بها، أشار علي إلى أنَّ أغلب العمل الذي يتحصل عليه يكون عبارة عن تنظيف منازل تعرضت للدمار أثناء المعارك التي شهدتها المدينة، وبدأ أهلها بإعادة ترميمها مجدداً.
اقرأ أيضاً: الدراجات الهوائية "البسكليتات".. ملاذ أهالي الرقة لمواجهة غلاء أسعار وسائط النقل
ولفت علي إلى أنه يتقاضى في أحسن الأحوال مبلغا من المال قدره 7000 ليرة سورية، منوها إلى أنه أجر ضئيل جداً، لا يكفي لتسديد إيجار المنزل، وتأمين الحاجات الأساسية كالخبز والطعام واشتراك الكهرباء (الأمبيرات).
وعلى الرغم من تواجد عدد لا بأس به من المنظمات العاملة بالشأن الإنساني إلا أنَّ الدعم الذي تقدمه لا يصل لكل المحتاجين، بحسب قول، محمد، وهو شاب من أهالي الرقة يعمل بـ(المياومة)، وأنه يقتصر على أقرباء الموظفين في المنظمات وأصدقائهم.
اقرأ أيضاً: النشل والسرقة.. ظواهر دخيلة تلاقي انتشاراً كارثياً في الرقة
ويتواجد في الرقة أكثر من 15 منظمة إغاثية أبرزها "الناس بحاجة" و"الأكتد" و"الكونسيرن"، وهي التي تغطي المساحة الأكبر من أحياء المدينة.
ويشتكي بعض الحاصلين على فرص عمل يومية لدى المنظمات تعرضهم للاستغلال من قبل الموظفين، حيث يقوم الموظف بمحاسبة العامل بالليرة السورية، في حين يتلقى الأجر من المنظمة بالدولار الأمريكي، والذي يُقدر بحسب بعض المتضررين بـ 25 دولار، في حين يحصل العامل على 15 ألف ليرة في أحسن الأحوال.
وقالت ناديا، وهي نازحة من ريف حماة الشمالي: "الوضع المعيشي لا يطاق وليس لدي معين لعائلتي، فزوجي توفي بقصف لقوات النظام السوري على أرياف الرقة الجنوبية حيث كنا نقيم، والآن أنا وعائلتي المكونة من 6 أشخاص نعاني بشكل كبير".
وأضافت ناديا: "ابني الأكبر يبلغ من العمر 13 عاماً، يذهب يومياً للساحة علّه يجد عملاً يومياً يساعدنا به، لكن لصغر سنه لا يقبله أصحاب الأعمال، كما وأنه لا يمتلك مهنة تميزه عن البقية في ساحات العمل".
والجدير بالذكر أنًّ سكان مدينة الرقة الخاضعة سيطرة قوات سوريا الديموقراطية يعانون من ظروف معيشية صعبة في ظل انتشار البطالة وانعدام فرص العمل وغلاء الأسعار بشكل خاص بعد انهيار قيمة الليرة السورية، وتضرر قطاع التجارة وانهاك المنطقة بالفساد.