تعمل في مهنة صعبة لتطعم أطفالها.. قصة امرأة مسنة من البوكمال تكافح لتأمين لقمة العيش
عين الفرات ـ الرقة
تستيقظ أم محمد منذ ساعات الصباح الباكر، لتقوم بتحضير مواد تصنيع "تنور الخبز"، والذي يحتاج لجهد كبير وصبر وقوة بدنية، وتضطر للعمل في هذه المهنة الشاقة لكي تؤمن لقمة العيش لأولادها كما تقول.
حلوة العلي أم محمد، 48 عاماً، نازحة من مدينة البوكمال شرقي دير الزور، توفي زوجها منذ سنوات، وهي أم لثمانية أفراد ولديها ولد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسكن في خيمة صنعتها بنفسها لتأوي بها أولادها، في قرية كسرة فرج بريف الرقة الجنوبي، تعمل على صناعة "تنور الخبز".
تقول أم محمد في حديثها لـ"عين الفرات": "بسبب الأوضاع التي آلت إليها مدينة البوكمال وسيطرة الميلشيات الإيرانية عليها، اضطررنا للنزوح إلى الرقة خوفاً من بطش المليشيات".
وتضيف، أستيقظ منذ الصباح الباكر، أجهز الفطور لأولادي ثم أقوم بعدها بتجهيز نفسي لأكمل عملي في صنع التنور، حتى ساعة الظهيرة، علماً أنه يستغرق صنع التنور الواحد ثلاثة أيام أو أكثر أحياناً".
وتتابع "أبيع التنورالواحد ب10000 ألاف ليرة سورية، بحسب طلب الزبون، وأحياناً في الشهر الواحد أبيع من 4 إلى 7 تنانير، وهي لاتسد مصروف العائلة والمستلزمات اليومية، موضحة أنها لا تستطيع تأمين الدواء والغذاء لأولادها إلا في حالة بناء التنّور الذي يستغرق عمله مدة أسبوع كامل حتى تلبي طلب المشتري وبعد ذلك تبيعه بأسعار متفاوتة، ولا يكفي بيعها مصروف أدوية وأغذية إلا أيام قليلة حتى ترجع إلى صنع تنور آخر.
وعن طريقة تحضير تنور الخبز، توضح أم محمد أن "هذه المهنة هي إحدى المهن الشاقة التي تحتاج إلى جهد كبير وقوة بدنية، حيث يطحن الباني التراب ويدقّه ويخلطه بالمياه للحصول على الطينة المناسبة لبناء التنّور".
ويوجد في مدينة الرقة الكثير من العوائل النازحة يعملون في صناعة تنور الخبز، خاصة أهالي دير الزور وهم الأكثر شهرةً ويتميزون بصناعتها، لأنهم يعتمدون على صناعة الخبز في منازلهم، وأصبحت هذه المهنة مصدر رزق ودخل يومي للكثير منهم.