شبكة عين الفرات | النظام الإيراني.. فقاعة الشعارات وكذبة المقاومة

عاجل

النظام الإيراني.. فقاعة الشعارات وكذبة المقاومة

منذ ظهور إيران "الخمينية " كان شعارها الأساسي "تصدير الثورة"، وبغض النظر عن ماهية هذه "الثورة" ومعتقداتها، إلا أن الفكرة هي تصدير الخراب الذي رافق "الثورة" المزعومة إلى دول أخرى يكون فيه النظام الإيراني هو المركز والآخرون تبعًا لها. 

ففكرة الثورة جميلة في ظاهرها مثلها مثل الديمقراطية، لكنها في الحالة الإيرانية تحمل تمامًا معنى "الديمقراطية" الأمريكية التي اتخذتها شعارًا لغزو أفغانستان والعراق، وكذلك "محاربة النازيين" الذي اتخذه الروس شعارًا في حربهم بأوكرانيا.

وللعلم فإن هذا الأسلوب قديم استعملته الدول الأوربية حين اتخذت شعار "الإعمار" الذي استعمرت به دولًا فقيرة، والذي استُغلت به دولنا العربية وبعض دول أفريقيا لعشرات السنين، ولاتزال الشعوب تتجرع مرارته إلى يومنا هذا.

بالعودة لإيران فهي لا تختلف عن أي دولة في العالم بحب التوسع والسيطرة، وبالرغم من أنها ليست بتلك القوة أو المكانة مثل أمريكا أو روسيا لكنها استغلت ظروفًا معينة في المنطقة تقاطعت فيها مصالحها مع مصالح بعض الدول، ما جعلها أداة في المنطقة، تمامًا مثل سوريا في وقت ما، حينما احتلت لبنان لسنوات. 

لكن للتغطية على هذا التوسع اضطر نظام خامنئي لترويج شعار جديد هو "نصرة القدس" وهو ما يتوافق مع عقلية المنطقة المستهدفة وهي منطقتنا العربية.

ولأسباب طائفية بحتة استقطب مرتزقة وجندهم على شكل مليشيات، لا هدف لها سوى تنفيذ أجندات مشغليها بالقتل والتخريب، وهي ترفع (أي المليشيات) الشعارات ذاتها التي يرفعها نظام خامنئي، يقتلون في سوريا والعراق واليمن ولبنان، ويُلصقون فظاعة جرائمهم بـ"نصرة القدس". 

لكن لم يقتل النظام الإيراني السوريين؟

بعد سيطرة إيران على العراق لم يبق أمامها سوى سوريا لتصل إلى البحر المتوسط بريًّا، وتحقق إنجازًا لطالما حلمت به الإمبراطورية الفارسية بعز قوتها وجبورتها، خاصة وأن بينها وبين الرئيس النظام المهزوز مصالح تتوافق وهدفها الرئيس. 

لكن مع بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد شعرت إيران بتهديد مشروعها بالكامل بحكم الارتباط الوثيق بين بشار الأسد والوجود الإيراني بلبنان، وبمجرد سقوطه سينتهي هذا الوجود في لبنان أيضًا، وربما ينتقل إلى العراق بسبب الإجراءات الطائفية التي مارسها النظام الإيراني بمعارضيه من جهة والحالة المزرية التي ترك فيها مؤيديه من جهة أخرى كفيلة بزعزعة وجوده في العراق أيضًا. 

لكل ذلك أرسل خامنئي خيرة ضباطه ومستشاريه وعلى رأسهم الإرهابي "قاسم سليماني" إضافة لإنفاق ملايين الدولارات على مليشياته لإنقاذ الأسد. 

ولم تكن خسارة النظام الإيراني مادية فقط، بل كُشف كذب شعاراته لدى القلة التي كانت تصدقه، ولم تعد يستطيع أن يروج أكثر ذريعة القدس بين شعوب المنطقة، بينما لا تزال يستهدف بها حاضنته الطائفية فقط، ومع علم هذه الفئة أيضًا بكذبه، لكنها تسير في ركبه ارتزاقًا وإجرامًا فحسب. 

مجازر فظيعة ارتكبتها إيران ومليشياتها بحق السوريين، فاقت بشاعة مجازر الصهاينة بدرجات، بعضها قتل مئات الأطفال في لحظة واحدة، كمجزرتي الكيماوي في الغوطة وريف حلب، ومجازر الذبح بالسكاكين والحرق التي طالت مناطق في الساحل السوري وحمص وديرالزور، وحتى الفلسطينيين في مخيمات دمشق. 

وبعد هذه والمجازر، كان لا بد لإيران أن تُجمل صورتها باستخدام فقاعة الشعارات أداة طاهرة لإزالة آثار ما اقترفت من جرائم، فكانت غزة والقدس هي الوسيلة التي ظنتها -عبثًا ووقاحةً- الأسرع والأقوى تأثيرًا على الساحتين العربية والإسلامية، لتحقيق هدفها في التوسع والوصول إلى غاياتها الطائفية التخريبية. 

 

أخبار متعلقة