صناعات وادي الفرات شاهد حي على الإبداع والمهارة
بين المدينة والريف والبادية وما يُتاح من مواد أولية نشأت من خلالها صناعات لا يزال الكثير منها ينافس حتى اليوم أحدث المنتجات المصنعة بأحدث التقنيات والأدوات
اشتهرت منطقة وادي الفرات بالصناعات اليدوية التي تنمّ عن ذكاء ومهارة المصمّم و الصانع,
وفي المقدمة تأتي الصناعات الغذائية كصناعة الأجبان والألبان ومشتقاتها.
وقد تقدمت المنطقة كثيرًا في هذا المجال وطورت أساليب إنتاجها حيث استطاعت عدا عن تصنيعها حفظ هذه الأغذية لمدة طويلة قبل وصول الكهرباء والثلاجات باستخدام مواد حافظة طبيعية وغير مضرة مثل العسل والدبس والخل وغيرها.
الصناعات الغذائية شجعت على إنشاء صناعات أخرى مثل الفخار والزجاج وبعض الأدوات التي أسهمت بشكل كبير وفعال في عملية الإنتاج والتصنيع.
ومن الصناعات المهمة في المنطقة صناعة الأثاث المنزلي مثل بيوت الشعر والحصران وكراسي الخيزران وبعض أواني المطبخ وجميع هذه الصناعات من المواد الطبيعية مثل جلود الحيوانات والقصب والسعف
و تميزت بجمالها واتقانها ومتانتها ولايزال بعض هذه الأدوات يستعمل في البيوت منذ عشرات السنين و يستخدم بعضها الآخر في تزيين المطاعم والمحلات والمنازل.
يضاف إلى ذلك صناعة الصلصال واللِبِن والطين ومنه بنيت البيوت والمساجد والمدارس وأشياء اخرى استعملها الناس في حياتهم اليومية مثل التنور والمزملة التي استخدمت لحفظ وتبريد المياه صيفاً ولايزال الكثيرين يستعملونها اليوم رغم توفر الثلاجات وأدوات التبريد المتنوعة.
هذه الصناعات شكلت مصدر رزق للكثير من العوائل وتشارك فيها النساء والرجال على حد سواء حتى تسمت بعض العوائل بأسماء المهن التي عملوا بها فتوارثها الأبناء عن الآباء جيلاً بعد جيل .
كتبه عمر مرمر
27 تموز 2024