شبكة عين الفرات

يُصر مسؤولو الحكومة اللبنانية في تصريحاتهم المتلاحقة، خوفًا أو تواطؤًا، على تجاهل السبب الأساسي لوجود آلاف اللاجئين السوريين على أراضيهم، والمتمثلة بوجود مليشيا "حزب الله" في سوريا.

والغريب أن الحكومات اللبنانية المتعاقبة اقترحت كل الحلول، غير المجدية، وتغافلت تمامًا عن الحل الرئيسي لعودة السوريين.

ولم يجرؤ أي مسؤول لبناني حتى اليوم على مطالبة مليشيا "حزب الله" بالانسحاب من سوريا تمهيدًا لعودة السوريين.

مؤتمر تمييع قضية اللاجئين 

لو عقدت الدول العربية والغربية عشرات المؤتمرات لحل قضية اللاجئين السوريين، ولو دفعت عشرات بل مئات مليارات الدولارات لن تفلح بإعادة أحد منهم إلى داره.

والمليارات التي تُدفع اليوم وغدًا ما هي إلا تمييع للقضية وتجاهل لأسبابها الحقيقية، والمتمثلة ببقاء نظام الأسد واحتلال المليشيات الإيرانية لممتلكات السوريين.

أين ينتشر "حزب الله" في سوريا؟

كشفت دراسات أجرتها عدة مواقع مختصة، انتشار مليشيا "حزب الله" في أكثر من 100 موقع في سوريا منذ بداية تدخله العسكري إلى جانب نظام الأسد قبل أكثر من 10 أعوام.

ووفق آخر دراسة أجراها "مركز جسور" للدراسات، تنتشر مليشيا "حزب الله" في 117 موقعًا موزعين على 9 محافظات خاضعة لسيطرة النظام.

واحتلت محافظة حلب المرتبة الأولى مع انتشار الحزب في 38 موقعًا، تلتها درعا بـ 20 موقعًا وحمص وحماة بمجموع 15 موقعًا، وقرابة 10 مواقع في محافظة ديرالزور.

وبتفصيل أكبر نجد أن كل موقع احتله "حزب الله" تسبب بتهجير سكانه منه لمناطق أخرى ومنها لبنان.

ولم يعد يقتصر وجود المليشيا في سوريا على العناصر فقط، بل امتد إلى جلب عوائلهم والاستيطان بالمنازل التي استولوا عليها بعد تهجير أصحابها ضمن خطة تغيير ديموغرافي ممنهجة.

وبالمحصلة ما لم يتطرق مسؤولو لبنان لأساس مشكلة وجود اللاجئين السوريين على أراضيهم والمطالبة بطرد مليشيا "حزب الله" من سوريا، لن تجد المشكلة حلًّا على المدى القريب ولا البعيد.