ماذا يعني موت رئيسي بالنسبة لنظام خامنئي؟
استفاق العالم صباح اليوم الإثنين على خبر مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد اللهيان ومسؤولين آخرين، بتحطم مروحية كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية.
وبرزت عقب الحادثة عدة تساؤلات عن كيفية سقوط مروحية الرئيس وهي المُجهزة بأحدث أجهزة الأمان والاتصالات، وهل كان الحادث طبيعيًّا أم بفعل فاعل.
وللإجابة عن ذلك ينبغي معرفة علاقة رئيسي بـ "مرشد" النظام المدعو علي خامنئي، باعتبار الأخير هو الحاكم الفعلي في إيران.
تاريخ رئيسي
يُتهم الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي بالتورط في عدد من الجرائم والانتهاكات سواء داخل أو خارج إيران.
وارتبط اسمه بسكل خاص في قضية إعدام آلاف السجناء عام 1988 عندما كان أحد أعضاء "لجان الموت" إبان الحرب العراقية - الإيرانية
ويُتهم رئيسي بأنه أحد المسؤولين عن قتل مئات المتظاهرين في الانتفاضة الشعبية التي انطلقت عام 2019، إذ تشير تقديرات إلى مقتل قرابة 1500 شخص على الأقل.
المرشح لخلافة خامنئي
تمتع إبراهيم رئيسي بعلاقات قوية مع "مرشد" النظام علي خامنئي والذي قدم الدعم الكبير له على مدى السنوات الفائتة، وعيّنه في العديد من المناصب الهامة، من أبرزها مؤسسة "العتبة الرضوية" الدينية والتي تملك ميزانية بملايين الدولارات وتتبع خامنئي مباشرة.
وبرز اسم رئيسي خلال السنوات الماضية كأبرز المرشحين لخلافة خامنئي كـ "مرشد" للنظام الإيراني مع بلوغ الأخير سن الـ 85 من عمره.
ولكن في المقابل برز اسم نجل خامنئي المدعو مجتبى والبالغ 55 عامًا، ورغم أنه لا يملك أي منصب سياسي إلا أنه يعتبر المسؤول الأول عن إمبراطورية والده التجارية ويملك سلطة واسعة بتعيين المسؤولين في إيران.
وفي عام 2022، رفعت المؤسسة الدينية الإيرانية رتبة مجتبى إلى لقب "آية الله"، وهو ما يحتاجه ليصبح "مرشدًا للنظام" في إيران.
إلا أن اللقب لم يكن ليضمن له أن يخلف منصب والده لو بقي رئيسي حيًّا مع قرب الأخير من خامنئي وتمتعه بمؤهلات سياسية أكبر من مجتبى، وكونه شخصية عامة مشهورة أكثر منه.
وهنا خرجت العديد من التحليلات عما إذا كانت حادثة تحطم المروحية مُدبرة لتمهيد الطريق أمام مجتبى لخلافة والده بمنصب "المرشد" بعد إزاحة أبرز خصومه رئيسي وخاصة بعد الأنباء التي وردت عن تدهور صحة خامنئي بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية.
ويبقى منصب الرئيس الإيراني وغيره من المناصب مرتبطًا بشخص "مرشد" النظام، إذ يمتلك الأخير الصلاحيات المُطلقة ولا يُتوقع أن يؤثر موت رئيسي ولا وزير خارجيته على البلاد كثيرًا كونها مناصب ترتبط في كافة قراراتها بموافقة خامنئي.