شبكة عين الفرات | رياح دمشق تجري بما لا تشتهي سفن طهران

عاجل

رياح دمشق تجري بما لا تشتهي سفن طهران

لم تنفع الـ 50 مليار دولار التي تدعي إيران إنفاقها لتثبيت نظام الأسد على حساب دماء السوريين، في وفاء رأس النظام "بشار الأسد" لها، ليبدأ باتخاذ خطوات عملية للتخلص من عباءة ملالي طهران.

وتزداد شكوك إيران يومًا بعد آخر بتواطؤ نظام الأسد ضدها مع الغرب والعرب طمعًا ببعض المكاسب المادية والسياسية.

وباتت حالة الشكوك التي تثيرها طهران عبر وسائل إعلامها أقرب لليقين، ليأتي استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ويكشف بعض المستور.

فالمتعمق بأجهزة النظام الأمنية يعلم أنه من الصعب وصول قادة "الحرس الثوري" أو "فيلق القدس" دون علمهم وتنسيقهم، ومن الصعوبة بمكان إجراء اجتماع داخل قنصلية إيران دون علم أجهزة استخبارات الأسد.

طعنة في الظهر 

أغضبت حادثة استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق طهران وزاد من شكوكها حول تورط مسؤولين لدى النظام بتزويد إسرائيل بطريقة ما، معلومات عن مكان وزمان وأسماء القادة المجتمعين.

فمهما بلغت قدرات إسرائيل على التجسس تبقى بحاجة إلى عميل على الأرض يمهد لها الطريق ويزودها بأدق المعلومات، والتي لا يعلمها سوى رؤساء الأجهزة الأمنية.

ماذا بعد إيران؟ 

يسير "بشار الأسد" اليوم مُطبقًا المثل القائل "يلي بياخد أمي بقول له عمي"، بمعنى أن مصلحته لم تعد قائمة بالتحالف مع إيران بل باتت أنظاره نحو خزائن دول الخليج وسياسة دول الغرب وهي معادلة لن تتم قبل تخليه عن إيران.

ومن العوامل التي تساعد بإخراج إيران من سوريا، كثرة الضربات الجوية المؤلمة والتي لن تتم سوى بعميل على الأرض يُدعى "الأسد".

والحقيقة أن الخطوة نجحت ولو نسبيًّا بإجبار إيران على إبعاد قادتها من مناطق دمشق وريفها إلى الحدود السورية اللبنانية التي تراها أكثر أمنًا وبالأحرى أكثر بعدًا عن أعين النظام.

إيران لها جذور 

ليس من السهولة على نظام الأسد أن يُخرج إيران من سوريا، وهو الذي سمح لها بالتمدد السرطاني على مختلف البقاع.

وجرّت الأخيرة معها مرتزقة من شتى أصقاع الأرض ومنحتهم الجنسية وملّكتهم المنازل بعد طرد أصحابها الأصليين منها.

ولم تكتفِ إيران بذلك بل أقرضت الأسد مليارات الدولارات لضمان بقائه، وها هي اليوم تطالبه علنًا بسداد الديون بعدما شعرت بخيانته لها.

وبالمحصلة تبدو روسيا الرابح الأكبر فيما لو نجح الأسد بإخراج أو تحجيم نفوذ إيران في سوريا، رغم أن الدب الروسي لا يملك المشاريع الاستيطانية والعقائدية التي تملكها إيران، إلا أنها تملك مشروع امتصاص الاقتصاد السوري والاستحواذ على ما تبقى من امتيازات ومشاريع لم تصل يدها إليها بعد.

 

سوسن بيطار

11/5/2024

أخبار متعلقة