شبكة عين الفرات | "الردّ" الإيراني وليلة "التنفيس"

عاجل

"الردّ" الإيراني وليلة "التنفيس"

بعد أسبوعين من التهديد والوعيد بالردّ على ضرب السفارة الإيرانية بدمشق، جاء ما يُسمى "الردّ الإيراني" ليلة الأحد، وبالشكل المتخيل على الأقل من وجهة نظر الجماهير العربية التي ملأت ساحات مواقع التواصل بالتغريدات الساخرة وصور الكاريكاتير وغيرها من العبارات التي استهزأت بهذا "الردّ".

 وما زاد الطين بلة تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين التي أعلنوا فيها نهاية الردّ بعد أن كشف هؤلاء المسؤولون ذاتهم توقيته وصفته وصرحوا في أكثر من مرة أنه محدودًا وغير مؤذ. 

وبالنظر إلى تاريخ إيران العسكري، فقد سُجلت آخر مواجهة عسكرية مباشرة لنظام خامنئي في ثمانينيات القرن الماضي مع العراق، والتي دامت قرابة 8 سنوات وخسر فيها الجيش الإيراني أكثر من 80 % من إمكاناته من العتاد والعناصر والخبرات العسكرية الأمر الذي أجبره على اعتماد أساليب أخرى للمواجهة تكون أقل تكلفة وأكثر فائدة وهذا ما حدث بالفعل.

اعتمد نظام الملالي في مواجهاته العسكرية منذ مطلع التسعينيات على 3 مبادئ أساسية، أولها إقامة تحالفات سرية مع أطراف في المنطقة تختلف مع بعضها "عقائدياً" ولو بالظاهر، بينما تتفق معها بالمصالح. 

ثانيها، اتباع أسلوب المواجهة غير المباشرة وهذا ما شوهد خلال سنوات مضت من اختطاف دبلوماسيين أو تفجير سفارات وحتى اختطاف مسؤولين، ثم مفاوضة حكومات دولهم للوصول إلى غايات سياسية وعسكرية محدودة.

 ثالث المبادئ، الاعتماد على مليشيات ومجموعات رديفة غير شرعية تنفذ عن طريقها أجنداتها الخاصة، وغالبًا ما تضم هذه المليشيات مرتزقة غير إيرانيين، ولعل الساحة اللبنانية العراقية والسورية أوضح دليل على هذا الطرح.

وبالعودة إلى "الردّ"، فقد أصرت إيران عليه وروّجت له إعلاميًّا لإرضاء وتنفيس جمهورها الضيق المحبط من الكم الهائل من الضربات التي تعرض لها نظام خامنئي منذ مقتل الإرهابي سليماني حتى اليوم. 

كل هذا لا يعني أن إيران تهتم كثيرًا لجمهورها، خاصة إذا ما خُيّرت بينه وبين مصالحها، وذلك لأن هذا الجمهور ذو ذاكرة ضعيفة غالبًا ما ينسى بعد أيام من الحدث. 

إيران أضعف بكثير من أن ترد بشكل حازم، وهذه الضربة خلبية، لكن كان لها أثرها بإشغال الإعلام لأيام بل لأسابيع وهذا سيمنح إعلاميي نظام خامنئي مزيدًا من فرص الظهور والتزمير لـ"ردّ" لن يوقف الضربات الإسرائيلية ضد إيران. 

 

كتبه عمر مرمر

15 نيسان 2024

أخبار متعلقة