ردّتْ إيران... فازدادت خيباتها خيبة
بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة، ادّعى نظام طهران أنه ردّ، ليلة أمس، على هجوم إسرائيلي سابق على مقرّ لـ"فيلق القدس" بحي المزة الدمشقي قَتل كبار قياديي خامنئي.
ما يُسمى "الردّ الإيراني" سبقه تهويل إعلامي أوصل لجمهور نظام خامنئي أن ليلة الرابع عشر من نيسان ستكون ليلة بألف ليلة، بل بأكثر، كيف لا وهي ليلة الانتقام التي ما انفكّ خامنئي يعدُ أتباعه البُلهاء باقتراب موعدها.
منذ مقتل الإرهابي سليماني حتى مقتل قياديين إرهابيين آخرين بهجوم المزة وخامنئي يُرعد ويُزبد، ويأمر قادة "الحرس الثوري" هم كذلك ألا يكفوا عن الثرثرة باقتراب ساعة الصفر للانتقام، بل وحتى أبواقه وأعوانه وزبانيته إيرانيين وغير إيرانيين، كل أولئك طبّلوا وزمّروا لموعد "ردّ قريب".
جاء الردّ المنتظر، وجاءت معه سهرة الليلة بألف، وإذا بصغير القوم قبل كبيرهم يعرف عدد مسيرات إيران وصواريخها المستخدمة بـ"الرد"، ويعرف كذلك ساعة وصولها الأجواء المخصوصة بـ"الردّ"، فكانت مادةً للضحك والسخرية والتندّر وإطلاق النّكات على ما وصل إليه حال نظام خامنئي من خيبة.
وزاد مستوى السخرية عند إعلان إيران بعد ساعات فقط من انطلاق ما قالت عنه "الردّ" عن انتهائه، وارتفعت حدّة الضحك أكثر عندما ادّعت أنها حققت ما وصفته "أهدافها من الردّ"، فكان ذلك دافعًا للبحث عن نتائج ما فعله الـ٣٠٠ صاروخ ومسيرة من أثر.
ثوان عدة فقط سيقضيها أي شخص عادي ليصل إلى نتيجة مفادها أن صواريخ إيران ومسيراتها سقطت كلها في الجو، كل ما استعرضه خامنئي خلال أيام مضت، بل وكثيرٌ منها خلال سنوات، لم يُلامس أرض ما ادّعاه "أهدافه"، بل والجزء الأكبر منها لم يصل حتى أجواء الطرف المخصوص بـ"الردّ".
هكذا ردّت إيران وها هي فقاعة جديدة لطهران انفجرت ليلة الرابع عشر من نيسان، وهكذا زاد نظام خامنئي خيباته خيبة.
عبد الله مسعود