إيران تُهدّد إسرائيل.. جعجعة لم ولن ترى طحنًا
بات خبر استهداف مواقع "الحرس الثوري" وكبار قادته، إضافة إلى مقرات المليشيات التابعة له في سوريا والعراق، أمرًا اعتياديًا.
وامتدت الضربات الجوية سواء الإسرائيلية أو الأمريكية لتستهدف كبار قادة "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" وخاصة في قلب العاصمة دمشق وضواحيها.
ضربات موجعة
استهدفت غارات جوية قبل أيام مبنى القنصلية الإيرانية المجاور للسفارة على أوتستراد المزة وسط العاصمة دمشق، والتي قُتل بها قائد "فيلق القدس" في سوريا ولبنان، المدعو "محمد رضا زاهدي".
ولم تقتصر الغارة على "زاهدي" وحده، بل طالت عددًا من قياديي ومستشاري "الحرس الثوري".
وقبلها بأيام قليلة، تعرضت مواقع المليشيات الإيرانية لضربات جوية مكثفة في مناطق ديرالزور والبوكمال وغيرها، ما تسبب بدمار كافة المقرات المستهدفة، إضافة إلى مقتل وإصابة عدد من القادة والعناصر.
الردّ الإيراني الفارغ
يخرج بعد كل ضربة تتعرض لها المليشيات الإيرانية، أحد مسؤولي نظام خامنئي للتهديد والوعيد بالردّ المزلزل، ومحي إسرائيل من الخارطة، وما إلى ذلك من العبارات الفارغة.
وباعتبار من عاشر القوم أربعين يومًا صار مثلهم، يُتبع المسؤولون الإيرانيين تهديداتهم بأنها ستأتي في الزمان والمكان المناسبين، إسوة بتهديدات نظام الأسد السابقة لإسرائيل.
ومن المستبعد في واقع الأمر، أن يكون الردّ الإيراني إن حدث على الضربات الموجعة التي تلقتها كبيرًا، وهو ما أكدته تصريحات مسؤوليه بأنها لن تفتح حربًا شاملة.
طبيعة الردّ
لم يتوسع رد إيران السابق على بضعة صواريخ عبثية تستهدف حقلي العمر وكونيكو في سوريا، وقاعدة "عين الأسد" في العراق، والتي غالبًا ما تسقط بين منازل المدنيين دون أن تصل لأهدافها.
وبحسب المتوقع في الردّ القادم أن يقتصر على بضعة مُسيّرات انتحارية تستهدف مواقع أمريكية هنا أو هناك، إضافة إلى صواريخها التي لا تجرؤ طهران على إيصالها لأهدافها، خوفًا من الردّ الأمريكي عليها.
واعتادت إيران مع كل ضربة فارغة توجهها، تضخيمها عبر وسائل الإعلام التابعة لها، لتبدو وكأنها سيطرت على المنطقة بأكملها وطردت القوة المستهدفة منها.
وفي المقابل أثبتت عشرات التسجيلات المصورة أن صواريخ ومُسيّرات إيران، غالبًا ما تصيب أهدافًا مدنية، ولا تصل لأهدافها سوى عبر وسائل إعلامها.
وفي الحالة الأخيرة لا يُتوقع من إيران أكثر من مما سبق، سوى لإرضاء حاضنتها الشعبية وتمرير كذبتها الكبرى بحلف المقاومة والممانعة المزعوم.
وبالنهاية يبقى الردّ الإيراني مجرد جعجعة لم ولن ترى طحنًا، مهما طالت الأيام وزادت حدة الضربات.
عبد الله مرمر
الجمعة 12/4/2024