شبكة عين الفرات | كيف رد الأسد على زلنسكي؟

عاجل

كيف رد الأسد على زلنسكي؟

بالرغم من متابعتي الحثيثة والدقيقة للوضع السوري، وربما على مدار الساعة، لكن صراحة لا أعرف لماذا لا تجذبني خطابات الأسد ولا مقابلاته التلفزيونية، خاصة وأن مثل هذه المقابلات مع رئيس دولة تعتبر مصدرًا مهمًّا للمعلومات في عالم الصحافة. 

ولم اتفاجأ حين عرفت أن هذا الشعور ليس عندي فقط بل لدى غالبية السوريين الذين وجدوا بالأسد ولقاءاته مادة غنية للتندر والضحك، ومنافسًا قويًّا المشاهير (التك توك) وغيرهم من الباحثين عن الشهرة بالتفاهات. 

وهذا ما حدث معي بالفعل، حينما كنت أتصفح هاتفي شاهدت الأسد يضحك ويقهقه مع أحد الصحفيين إلى حد "السهسكة" والسهسكة هي أصوات بائعات الهوى أثناء العمل.

هذا الموقف شدني للعودة لأسباب هذا الضحك الهستيري من (رئيس دولة) غارقة بالدموع والدماء وربما تحتاج عشرات السنين للخروج مما حلّ بها من مصائب وويلات ، لأكتشف لاحقًا أن الأسد كان يضحك على سؤال المذيع في قناة روسيا اليوم حول مدى تأثير عقوبات الرئيس الأوكراني زلنسكي التي فرضها عليه مؤخرًا.

بانتظار الإجابة وبعد الانتهاء من الشنهقة أخذ الأسد نفسًا عميقًا ليجيب أن ليس لديه أرصدة في أمريكا ولا أوروبا ولا أوكرانيا يخاف من الحجز عليها، وأنه بما معناه "مضبط وضعه من هالناحية" وأن كل عقوبات العالم لا تؤثر به. 

أما من وجهة نظري فإن الطرافة والظرافة الموجودة في جواب الأسد أكثر بكثير مما في سؤال المذيع من جهتين، الأولى لأن السوريين جميع السوريين يعرفون يقينًا أن الأسد وعائلته ومسؤولي نظامه السابقين واللاحقين منذ عام ٢٠٠٣ أي قبيل غزو العراق، قاموا بسحب جميع أرصدتهم من البنوك الأوروبية والأمريكية وتحويلها إلى دول أخرى مثل الإمارات وروسيا وبعض الدول "الصديقة" خشية أن تجميدها.

 ويظهر هذا جليًّا في لجوء رامي مخلوف ابن خالة الرئيس وذراعه المالية اليمنى إلى الإمارات لإدارة ما تبقى له من أموال بعد طرده من قبل أسماء الأسد وتشليحه جميع أملاكه.

كما يظهر ذلك من سيارات التسلا الكهربائية التي تجوب شوارع دمشق في وقت يُفرض فيه قانون قيصر وقانون الكبتاغون وغيرها من العقوبات التي طالت جميع السوريين باستثناء حاشية الأسد.

ومن جهة أخرى يتجاهل الأسد في إجابته للسوريين ويختزل البلد بنفسه ليؤكد من جديد أنها سوريا الأسد، ولسان حاله يقول "إذا كنت أنا بخير فسوريا بخير" ناسيًا أو متناسيًا ما فعله بالسوريين الذين باتوا يتخلون عن أبنائهم بسبب ضيق أحوالهم وعجزهم عن تأمين طعامهم، متمثلًا بالمقولة الشهيرة "أنا وبعدي الطوفان".

 

كتبه عمر مرمر

12 مارس 2024

 

أخبار متعلقة