شبكة عين الفرات | السودان على خارطة إيران التخريبية

عاجل

السودان على خارطة إيران التخريبية

وكأن إيران لم تكتفِ بالدمار والخراب الذي أحدثته في سوريا والعراق واليمن ولبنان، لتحاول مدّ أذرعها الطائفية نحو بلد عربي آخر وهو السودان.

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كشفت عرضًا تقدمت به طهران إلى السودان، يقضي بالسماح لها بإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، تحت مغريات عسكرية كبيرة.

أذرع إيران التخريبية

تحاول إيران استغلال حالة التوتر التي يعيشها السودان، لبسط نفوذها على البلد الإفريقي، طمعًا بتحقيق مكاسب عسكرية وزيادة التوتر في البحر الأحمر.

ولأجل ذلك عرضت طهران تزويد حكومة الخرطوم ببضعة مسيّرات، مقابل السماح لها بإقامة قاعدة بحرية دائمة في البحر الأحمر.

هدف طهران الواضح من مساعيها في السودان واضحة، ترتكز على نشر مليشياتها "الطائفية" بمنطقة جديدة، تسمح لها بمراقبة حركة الملاحة البحرية من وإلى قناة السويس.

كما تنوي إيران زيادة نفوذها على البحر الأحمر أكثر، بعد امتداد ذراع "الحوثيين" الموالين لها في اليمن، ما يسمح لها إحكام السيطرة أكثر على المنطقة.

استغلال الحرب

لم يأت عرض إيران لحكومة السودان من قبيل المصادفة، وإنما استغلت حرب الجيش السوداني المستمرة مع قوات الدعم السريع، في عرض طائراتها المسيّرة كخطوة أولى لدعم حكومة الخرطوم، قبل أن تقدم عرضها الأخير.

وبطبيعة الحال لا يعني الصراع السوداني لدى حكام طهران شيئًا، سوى فرصة لزيادة الخراب والدمار الذي جلبته المليشيات الإيرانية أينما حلّت.

ووجدت طهران في توتر السودان من جهة وإطلالته على البحر الأحمر من جهة أخرى، فرصة قد لا تعوض لتمكين وصولها إلى البحر الأحمر.

إلا أن سفن إيران أتت عكس اتجاه الرياح السودانية، التي ردت برفض العرض رغبة من الخرطوم بحماية مصالحها الاستراتيجية مع الدول العظمى. 

ليست المرة الأولى 

إيران بدأت مخططها في السودان قبل حوالي شهر، عبر شحنات أسلحة وصلت الجيش السوداني، تحت ستار المساعدات الإيرانية للخرطوم وهو ما أقلق واشنطن في ذلك الوقت.

وعبثًا حاولت إيران الضغط على السودان للموافقة على إنشاء القاعدة البحرية، والذي لا يبدو أنها استكانت لرفض الخرطوم الأول.

على خطى الدمار 

أينما حلت إيران ومليشياتها، حلّ الدمار والخراب، بداية من العراق، ومرورًا بسوريا واليمن ولبنان، ومن يدري ربما وصلت القائمة إلى السودان، ولعل ما بعده أعظم.

فهل تعي حكومة الخرطوم الدرس، وتنظر بعين العقل إلى أحوال العواصم العربية المحتلة من قبل مليشيات طهران، وكيف بات سكانها غرباء عنها، بل هاجر غالبيتهم خوفًا من المحتل "الطائفي".

وهل تعي سلطات السودان إن إيران لن لها تقدّم سوى دمارًا فوق دمار، ولن تفيد في إعمار أو نهضة الخرطوم شيئًا. 

أخبار متعلقة