فوقية إيران في التعامل مع مليشياتها وكذبتها المفضوحة عن التحرير
من يتابع إيران والطريقة التي تتعامل بها مع المليشيات التابعة لها، يدرك مقدار الكذب الذي تتشدق به طهران حول شراكتها مع "محور المقاومة" المزعوم.
فكل ما يخرج على لسان إيران لمليشياتها، مجرد أوامر وتوجيهات بطريقة فوقية، وعلى المرتزقة التنفيذ دون حق الاعتراض مهما كانت النتائج.
مثال العراق
مع بدأ الحرب في غزة سارعت إيران لعقد الاجتماع تلو الآخر مع مليشياتها هناك وعلى رأسها "الحشد العراقي"، وأعطت أوامرها بشن عمليات تستهدف القوات الأمريكية سواء في العراق أو حتى في سوريا.
ولم تترك طهران خيار المناقشة مفتوحاً أمام مليشياتها، أو مجرد طرح احتمالات الردّ الأمريكي المنتظر، بل على العكس مضت بإعطاء توجيهاتها دون النظر للنتائج.
وكان من نتاج عجرفة طهران أن وضعت مليشياتها في العراق كرأس حربة أمام الولايات المتحدة وترسانتها العسكرية، ومضت تلك المليشيات على غبائها بتنفيذ عمليات لا تقدم ولا تؤخر من واقع الأمر شيئاً.
فمناطق النفوذ بقيت على ما هي عليه، والردّ الأمريكي كان مؤلماً لمليشيات إيران، كما وضعت تصرفات إيران الحمقاء حكومة العراق في مأزق أمام الولايات المتحدة والعالم.
أنتم جزء من إيران
حرضت إيران مليشياتها في العراق عبر إيهامهم أنهم جزء من مشروعها الكاذب بـ"تحرير القدس"، وتوالت اجتماعات طهران مع مليشياتها والتي تمحورت بمجملها حول فكرة "أنتم جزء من إيران".
أوامر طهران وصلت مليشياتها بالتحديد، ولا شيء غيره، عبر وسائل الإعلام لتحريض الشارع الموالي لها، أن "الشيعة" لهم الدور المحوري بـ"تحرير فلسطين".
إلا أن الوضع تغير مع زيارات مسؤولين إيرانيين إلى بغداد، فبعدما كانت تعد مليشياتها لما تدعيه كذبا "تحرير القدس" باتت المليشيا جزءاً من قوة إيران وحماية المدّ الطائفي وصولاً إلى حكم دول المنطقة.
لو أن طهران في الأنبار
تحدث أحد المسؤولين الإيرانيين كذباً أنه يتمنى لو كانت إيران قريبة من حدود فلسطين المحتلة، أو من مواقع تمركز القوات الأمريكية، لكانت "فلسطين قد تحررت في أيام معدودة".
والغريب أن الكلام أتى بحضور مليشيات إيران المنتشرة في الأنبار وجنوب لبنان وعلى تخوم الجولان المحتل، وكلهم هللوا بالتصفيق للمسؤول وحماقته وكذبته المكشوفة.
فامتداد مليشيات إيران لا يبعد عن حدود فلسطين المحتلة سوى مئات الأمتار، وهضبة الجولان أكبر مثال.
ومن جهة ثانية تمتد مليشيا "حزب الله" اللبناني على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل، ولم تقم بأي خطوة تُذكر لفتح حرب تحرير مزعومة مع الكيان المحتل، سوى بضعة صواريخ استهدفت أحد أبراج الاتصالات لعدة أيام متتالية.
يقول المثل الشعبي "الكلب الذي ينبح لا يعض" وهذا حال إيران ومليشياتها التي تنعق ليل نهار وهنا وهناك، عن زوال إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها، ولكن واقع الحال هو طرد المكون العربي سواء من سوريا أو العراق وصولاً إلى اليمن.
فكيف يصدق عاقل أن من هجّر وقتل وشرّد سكان تلك البلاد، هو ذاته الذي سيحرر فلسطين والقدس التي يقطنها بغالبيته المكون ذاته.