كيف عبثت المليشيات الإيرانية بقلعة الرحبة بالميادين؟
لم تسلم المناطق والقلاع الأثرية في الشرق السوري من عبث الميليشيات المحلية والأجنبية المرتبطة بِـ "الحرس الثوري" الإيراني، مستفيدة من مواقعها الجغرافية الهامة وانتشارها على سرير حوض الفرات في محافظة دير الزور.
مصادر خاصة كشفت لـ شبكة "عين الفرات" أن المليشيات الإيرانية في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي تتبع نفس سياسة تنظيم "داعش" عبر اتخاذ "قلعة الرحبة" الأثرية الواقعة في الأطراف الجنوبية من المدينة، موقعاً عسكرياً لإخفاء أسلحة نوعية وصاروخية ضمن أنفاق القلعة.
3 سيارات رباعية الدفع تتبع لـ ميليشيا "فاطميون" الأفغانية وصلت مؤخراً إلى "قلعة الرحبة"، تقلّ معدات إشارة واتصالات ومدخرات إيرانية المنشأ، وصلت بداية شهر كانون الثاني/ يناير 2024 إلى الأراضي السورية قادمة من إيران مروراً بالأراضي العراقية.
عناصر وخبراء من ميليشيا "فاطميون" الأفغانية باشروا تركيب أبراج إشارة واتصالات جديدة في أعلى نقطة من "قلعة الرحبة"، مزودة بـ ألواح طاقة شمسية ومدخرات لضمان عملها على مدار الساعة، وربط تلك الأبراج بـ مقر يقع بمحيط القلعة يتواجد فيه عناصر وخبراء اتصالات من جنسيات غير سورية.
تركيب أبراج إشارة واتصالات جديدة في "قلعة الرحبة" جاء بعد تدمير منظومة الاتصالات السابقة بقصف جوي، فـ المليشيات الإيرانية تعتمد على شبكة اتصالات خاصة بها في الشرق السوري، خوفاً من عمليات اختراق وتجسس على اتصالات وتحركات قادتها، كما تعتمد على أبراج الإشارة للتحكم بـ "الطائرات المسيرة" التي تنفذ عمليات قصف في مناطق شرق الفرات.
المدعو "الحاج تيمور" الإيراني مسؤول مقر أمن المعلومات في مدينة الميادين، أشرف بشكل مباشر على عمليات استقدام معدات الاتصالات وتركيبها ضمن "قلعة الرحبة"، بـ تكليف من المدعو "الحاج ميسر" الإيراني مسؤول "الحرس الثوري" الإيراني في الميادين.
بعد انتهاء عمليات تركيب أبراج الإشارة والاتصالات في "قلعة الرحبة" أخلت المليشيات أغلب عناصرها من القلعة، وأبقت على مجموعة مؤلفة من 8 عناصر من ميليشيا "فاطميون"، مهمتهم حراسة المنظومة الجديدة ومنع عناصر قوات النظام أو عناصر المليشيات المحلية والمدنيين من الاقتراب من "قلعة الرحبة".
مصادر "عين الفرات" كشفت أيضاً تشديد "الحرس الثوري" الإيراني من إجراءاته الأمنية بمحيط "قلعة الرحبة" الأثرية، حيث زادت المليشيات عدد حواجزها المنتشرة بمحيط القلعة، ونشرت عناصر جدد وزودتهم بالأسلحة والذخائر، بهدف تأمين محيط القلعة وما تضمه من مواقع ومستودعات لتخزين الأسلحة و"الطائرات المسيّرة".
المليشيات الإيرانية اعتمدت على عناصرها غير المحليين، وخاصة من أبناء الساحل السوري وعناصر من الجنسية اللبنانية، من الوحدة 313 التابعة لمليشيا "حزب الله" اللبناني، وذلك بعد وصول شحنة أسلحة جديدة قادمة من مطار الشعيرات، تم تخزين قسم منها بمحيط "قلعة الرحبة" الأثرية، بحماية مباشرة من عناصر الوحدة 313، تضمنت صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وطائرات مسيّرة