من بوابة منتخب البراميل.. هكذا أذل نظام الأسد "عمر السومة"
من منا لا يعرف ابن مدينة ديرالزور ولاعب نادي الفتوة "عمر السومة"، والذي بات خلال الأيام الماضية حديث السوريين عموماً، والموالين لمنتخب البراميل على وجه الخصوص.
فلم تنفع كل محاولات التذلل التي قدمها "السومة" منذ عودته لصفوف منتخب البراميل قبل سنوات، في استبعاده منه في بطولة كأس آسيا المقامة حاليا في قطر، ليكتفي بمتابعة زملائه من استوديوهات التحليل.
ولـ"السومة" خلال سنوات الثورة قصة مختلفة، تراوحت بين انضمامه لركب الثورة والثوار، وبين عودته ذليلاً إلى نظام الأسد طمعاً بمكاسب شخصية وقيادة ما بات يعرف باسم "منتخب البراميل".
بداية الانشقاق
كلنا يذكر اللحظة التي توجه بها منتخب البراميل بلقب بطولة غرب آسيا عام 2012، وتوجه "السومة" للاحتفال مع الجماهير الثورية ورفعه علم الثورة السورية، معلناً انشقاقه عن صفوف المنتخب والتحاقه بركب الثورة والثوار.
وعلى إثر موقفه، أصدر نظام الأسد على الفور قراراً باستبعاده من صفوف المنتخب، باعتباره خرج عن الطاعة، وانضم لركب الشعب الثائر، وهو مالم يعره "السومة" اهتماماً كبيرا نظراً لتألقه خلال تلك الفترة بالكويت وبعدها في السعودية.
عودة من الباب الضيق
ما بين يوم وليلة تخلى "السومة" عن الشعارات والمبادئ التي رفعها عام 2012، وما كان شائعة بات حقيقة بعد إعلان نظام الأسد عودة "السومة" لصفوف منتخب البراميل للمشاركة بتصفيات مونديال 2018.
"السومة" تخلى عن شعاراته بين يوم وليلة طمعاً بمكاسب شخصية منها تمثيل المنتخب بالتزامن مع اللعب بالأندية لرفع أسهمه الشخصية.
ولم يكتف ما عرف بلقب "العكيد" بالعودة بل أثنى على رأس النظام "بشار الأسد" وعلى جيشه الذي أجرم بحق مدينته ديرالزور وأبنائها على مدى سنوات.
ونسي أو تناسى "العكيد" تهجير أهله بداية الثورة على يد نظام الأسد وآلته الحربية إلى الدول المجاورة.
باع "السومة" خلال لحظات كل مبادئه وشعاراته وتوسم الثوار به خيراً، وكسب الأخير شعبية شبيحة منتخب البراميل، في الوقت الذي خسر فيه محبة آلاف الثائرين، وما كان بالأمس ثائراً بات اليوم خائناً.
ذليل مستبعد
لم تنفع محاولات "السومة" الدائمة بالتذلل لنظام الأسد ومدربي منتخب البراميل الذين تعاقبوا على تدريبه، لتأتي الضربة القاصمة قبل انطلاق نهائيات كأس آسيا بأيام.
مدرب المنتخب الأرجنتيني كان له رأي آخر، مقرراً استبعاد "السومة" عن صفوف المنتخب بحجة عدم حاجته للاعب مهاجم مثل "السومة" لمنتخب سيلعب خطة دفاعية.
والغريب في الأمر أن قادة المنتخب الذين طالما تدخلوا بأدق تفاصيل منتخب البراميل ومنها تعيين اللاعبين وإقصاء من يحلو لهم، وصولا لتعيين المدرب وفرض الخطة عليه، صمتوا هذه المرة بشكل مريب عن استبعاد "السومة" وتشدق بعضهم أن الأمر قرار فني ولا يتدخلون به.
ردة فعل السومة
أحس "العكيد" بطعنة الغدر التي تلقاها من نظام الأسد ومنتخب براميله باستبعاده عن النهائيات، وهو الذي يطمع باستكمال أمجاده الشخصية ولو على حساب السوريين ودمائهم.
ليخرج "السومة" بقرار اعتباطي لم يختلف عن قرار عودته قبل سنوات، معلناً اعتزاله اللعب على المستوى الدولي، في محاولة لإفهام من تخلى عنه أنه تخلى عنهم أيضاً.
وكجائزة ترضية وحتى لا تفوت "السومة" متعة مشاهدة مباريات البطولة ومشاهدة تشبيح زملائه بالمنتخب، عينته إحدى القنوات الرياضية محللاً لمباريات "منتخب البراميل" خلال البطولة، ليحضر "السومة" بالملعب محللاً وليس لاعباً.
عودة أكثر ذلاً
بعد نجاح منتخب البراميل في التأهل إلى الدور الثاني من الباب الضيق لبطولة كأس آسيا، خرج "السومة" بقرار لا يقل اعتباطية عن قراره السابق، معلناً عودته عن قرار الاعتزال.
والغريب أن قرار العودة أعلنه "السومة" رغم عدم تلميح المدرب أو أي مسؤول رياضي لإعادته لصفوف "منتخب البراميل".
فعودته عن اعتزاله لا تعني حتى اللحظة إعادته لمنتخب البراميل، و "السومة" سيبقى إلى حد بعيد مجرد محلل لا أكثر لمباريات المنتخب والذي غالبا سيخرج في الدور القادم على يد منتخب خامنئي شريكه في دمار السوريين وتهجيرهم.
وبالمحصلة بات "السومة" يتحين الفرصة تلو الأخرى للتوسل والتذلل لدى نظام الأسد، أملاً بإعادته قائداً لمنتخب البراميل، وهو الذي لم يحصل معه على أي لقب يذكر، بل على العكس بات اسمه على لسان كل سوري ثائر وما كان يعرف بلقب "العكيد" صار منذ سنوات "خائن الثورة والثوار".
فنظام الأسد الذي دمر مدينتك وهجر أهلك منها، قبل أن يُدخل إليها ما هب ودب من مرتزقة إيرانيين وأفغان ولبنانيين وغيرهم، لن يأبه بك عدت أم لا إلى صفوف منتخب البراميل، فلديه من اللاعبين الشبيحة ما يكفيه للتغني باسمه والثناء على راس نظامه، ولكم في مقطع اللاعبين داخل حافلة المنتخب الأخير أكبر دليل.
خالد عبد العال