هجوم إيران.. ضربة على الحافر وضربة على المسمار
خاص - عين الفرات
في 3 كانون الثاني 2024، قُتل نحو 100 شخص في مدينة كرمان في ذكرى مقتل قائد فيلق القدس بـ"الحرس الثوري" الإيراني، الإرهابي "قاسم سليماني"، الذي قتلته طائرة مسيرة أمريكية في العراق عام 2020.
وتوعد قائد الحرس الثوري الإيراني المدعو "حسين سلامي"، بالانتقام خلال تشييع جثامين ضحايا التفجيرين، ولكن وعوده تبقى مهزوزة كسابقها من حملات انفعالية تعهدت بالردّ مقتل "سليماني".
تخفيف الألم
عند تركيب الحدوة للحمار يضرب البيطار بالشاكوش ضربة على الحافر وأخرى على المسمار لأنه يتعامل مع الحمار بطريقة نفسية، فهو لو استمر بالضرب على المسمار سيرفسه مدفوعًا بالألم، ولكن عندما يضرب مرة على المسمار ومرة على الحافر، فإن الحمار يعتقد بضربة الحافر أن الأمور انتهت فيركن للسكون، وهكذا تستمر اللعبة بدون مشكلات.
في الحالة الإيرانية، الضربة مرة على المسمار والثانية كذلك على المسمار، بل وحتى الثالثة والرابعة حتى العاشرة، لأن الحمار الإيراني استنكف الرفس رغم الألم، وما يفعله فقط التهديد والوعيد دون بوادر للرد أو الرفس.
رمزية هجوم كرمان
وعلى ما يحمله الهجوم من أهمية رمزية في توقيته وحجم الخسائر التي سببها، فقد هزّ صورة الأمن في إيران، وزعزع ثقة الإيرانيين أكثر بنظام خامنئي؛ خاصة مع شعور غالبيتهم بعدم الأمان في بلد يوجه نيرانه لشعوب الإقليم، فتمتد حرائق أفعاله لتصل أكثر الأماكن في إيران إحاطة بالأمن.
النشاط العسكري الإقليمي الإيراني تلقى ضربة بهجوم كرمان الذي وقع في المحافظة التي ولد فيها الإرهابي "سليماني" المحسوب على نظام "خامنئي" كأحد أبرز وأقوى القادة الإيرانيين.
هجوم كرمان أوقع نظام طهران تحت تأثير رادع فيما يتعلق بأنشطته العدائية في سوريا واليمن والعراق ولبنان، لأن توقيت الهجوم جاء في ذكرى مقتل "سليماني" مسؤول عمليات "خامنئي" في تلك الدول.
تهديدات معتادة
وكما العادة، وعند كل ضربة تتعرض لها إيران، يخرج مسؤولوها بشكل متتالٍ، يطلقون تهديدات بعضها انفعالي وبعضها الآخر تنفيسيّ، وتشترك في نوعَيها بالهدف منها، وهو تخفيف صدمة جمهور نظام طهران الذي ينتظر في كل مرة تنفيذ وعد واحد من الوعود بالرد.
لتبقى تهديدات نظام "خامنئي" مفرغة خالية من أي فاعلية على الأرض، عدا عن ردود تستهدف المدنيين العزّل في شمال غرب سوريا، بتسليط آلة نظام الأسد العسكرية عليها.
إذًا ما تستطيع طهران فعله هو فقط عمليات تخريبية تستهدف الآمنين في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وأي منطقة تصل إليها بشكل عشوائي أيادي العبث الإيرانية.
عبد الله مسعود