شبكة عين الفرات | نحن وليس نحن!

عاجل

نحن وليس نحن!

خاص - عين الفرات 

صدر قرار من المحكمة الفرنسية بإدانة بشار الأسد وشقيقه ماهر وضابطين آخرين باستخدام السلاح الكيماوي أثناء الهجوم على الغوطة وإدلب، والذي تسبب بمقتل الآلاف من الأبرياء غالبيتهم من الأطفال والنساء.

هذا القرار يُذكّر بطريقة تعامل إعلاميي النظام والناطقين الرسميين باسمه مع هذه الجريمة "داخلياً"، والأدلة التي استخدموها لإبعاد التهمة عنه وتبرئته منها، بينما كان يخوض حرباً إعلامية وقانونية "خارجياً" استخدم فيها كل ما يملك من أوراق للإفلات من العقاب.

ورغم معرفة الجميع في الداخل والخارج بمسؤولية الأسد عن هذه الفعلة وبالأدلة الدامغ، اكتفى العالم بتفتيش منشآته ونزع سلاحه الكيماوي منه وتركه يقتل السوريين بما يتوفر لديه من أسلحة أخرى.

وبالتركيز على آلة الأسد الإعلامية نجدها لاتزال تمارس عملها إلى اليوم بنفس المحركات القديمة وبنفس العقلية .

فمنذ تأسيس نظام الأسد وهو يعتمد في سياسته الإعلامية على نوعين متضادين من الخطاب في التعليق على أي حدث، وخاصة الأحداث الكبيرة.

النوع الأول وهو الموجه للخارج، ويظهر فيه النظام كثير من الدبلوماسية واحترام القوانين نوعاً ما وغالباً ما يستخدم فيه مصطلحات العدالة وحقوق الإنسان، كما يختار له أشخاصاً جلهم من الدبلوماسيين والسياسيين المعروفين والمشهود لهم بالحنكة والمعرفة بالقوانين الدولية.

أما النوع الثاني فهو الإعلام الموجه للداخل وهو بعكس الأول في كل شيء فلا دبلوماسية ولا احترام لقانون بالإضافة للتعالي وغالباً ما يتولى بثه أناس مجهولين إما مخبرين أو بعثيين قدامى تجدهم في كل مكان.

وحتى لا يكون الحديث جزافاً لابد بد من ذكر أمثلة وحقائق (وما أكثرها) كدليل على هذا الكلام .

ولعل الحادثة الأشهر هي حادثة قتل الحريري في لبنان، الحادثة التي هزت العالم بسبب حجمها وجرأتها وطريقة تنفيذها، فأي شاب سوري كان يجزم وقتها يقيناً بأن الأسد هو من فعلها، بل وحتى أصغر سوري يعرف ذلك وهو متأكد منه ثم إذا ما جلس في مؤسسته أو مكان عمله يجد أحدهم يتكلم بطريقة "الزعران" في إشارة لقتل الحريري، وأننا "قادرين على كسر أكبر راس" في رسالة لترهيب الشعب وإذلاله والقدرة على الإفلات من العقاب.

وبالنظر لتعامل النظام مع نفس الحادثة خارجيًّا فهو ستنفر جيشاً من المحامين والإعلاميين وخبراء القانون الدولي لتبرأة نفسه من هذه الجريمة التي كلفته الخروج من لبنان خلال ساعات مقابل عدم إدانته أو محاسبته، "كما حدث أثناء استعماله للكيماوي" وهذا ما رسم علامات استفهام كثيرة على هذه الصفقة التي لا أعرف ماذا استفاد منها النظام وقتها سوى الخزي والعار. كما أكدت لي أن لدى هذا النظام علاقات متينة مع صانعي القرار الدوليين وأن وجوده مرتبط بما يقدمه من خدمات لهم، حتى صارت العلاقة بينهما تناسبية فكلما امتلك أوراقاً أكثر كلما زاد التمسك به من قبل مشغليه.

وهذه الحادثة ليست الوحيدة بل أذكر عشرات الحوادث مثلها لكنها الأشهر عموماً وهي باكورة إجرام بشار الأسد الذي ورث هذا الأسلوب عن أبيه حافظ حين قتل كمال جنبلاط والرئيس اللبناني بشيرجميّل بالإضافة للعديد من الصحفيين والسياسيين المعارضين له في لبنان وسوريا. ناهيك عن قتل الفلسطينيين في مخيمات لبنان وارتكاب المجازر بحقهم .

كتبه عمرمرمر

الإثنين 20 نوفمبر

 

أخبار متعلقة