شبكة عين الفرات | أرنب الضاحية إذ يخشى "الموت الأحمر"

عاجل

أرنب الضاحية إذ يخشى "الموت الأحمر"

خاص - عين الفرات

ما يمر به ما يسمى بـ "محور المقاومة" اليوم في لبنان وسوريا والعراق أمام حواضنهم الشعبية قبل معارضيهم، بسبب موقفهم المخزي من الحرب في غزة، يذكرني بموقف شاب صادفته في إحدى الحافلات بينما كنت متوجها إلى مدينة الرقة مع عائلتي وأطفالي، بعد أن حمي الوطيس في دير الزور وتم طرد عصابات النظام وفروعه الأمنية والمخابراتية من المدينة بعد معارك طاحنة بين الجيش الحر وقوات النظام صيف 2012

 

هذا الشاب كان يلبس اللباس العسكري الكامل مع جعبة مليئة بأربعة مخازن وحذاء أشبه ما يكون بأحذية الضباط، وقد رتب شعره بطريقة حديثة (سُبايكي) ورسم لحيته ونتف وجنتيه وما بين حاجبيه وهذا الظاهر منه وربما ما خفي أعظم.

 

ما أثار استغرابي أن هذه القرى حيث يعيش الشاب لم يكن فيها أي نوع من أنواع القتال، ولم يكن الطيران قد بدأ بقصف المدن والأرياف بعد إلا في مناطق محدودة انتشر فيها الجيش الحر آنذاك.

 

حال الشاب أثار فضولي فتجرأت لسؤاله عن مكان رباطه وقتاله، فأجاب بأنه يقاتل هنا في القرية القريبة فسألته: وهل توجد معارك عندكم؟ فأجاب أحياناً، فسألته: لم لا تقاتل في المدينة؟ فأجاب متفاجئًا : "لااااا هناك موت أحمر".

 

بهذه الإجابة قطع علي كل أدوات التفكير والسؤال، وهل هناك موت أحمر وموت أخضر؟! حال محور "أرنب الضاحية" وزميله "مختار المهاجرين" في دمشق اليوم أشبه ما يكون بحال هذا العسكري الذي لم يأخذ من صفات المقاتلين إلا أشكالهم وألبستهم، فهو يتمنى أن يكون معهم إذا انتصروا ويحمد الله أنه في مكانه إذا ما علم بضربة أصابت منهم مقتلًا.

 

وبحسب خبرتي العسكرية فإن المليشيات الطائفية التي تدين بدين إيران وبمختلف ألوانها مسمياتها، من زميرة وأسد وفاطميون وحشديون، لم تدخل أي حروب مباشرة على غرار ما يجري في غزة، والمواجهة الوحيدة التي خاضتها كانت في سوريا وتحديدًا في حلب وغوطتي دمشق.

 

وفي كل الحالات مُني هذا المحور - سيئ السمعة- بخسائر تاريخية في سوريا لحين وصول الدعم الروسي الجوي لحمايته في خريف 2015، والذي لو تأخر 3 أسابيع فقط لجرفت ثورة السوريين بشار الأسد في معقله بدمشق وذلك باعتراف وزير الخارجية الروسي الحالي سيرغي لافروف الذي صرح بهذا الكلام حرفيًا في مؤتمر صحفي في يناير 2017.

 

الخلاصة؛ أن غالبية معارك محور أرنب الضاحية ورفاقه هي في ساحتين اثنتين، الأولى: ممارسة القتل بهدف القتل فقط مثلما حصل في القصير والحولة وديرالزور وبقية المدن السورية، أو القتال تحت ظل الطائرات الروسية وغيرها من الحلفاء السريين والمعلنين، أما الساحة الثانية فهي ما شاهدناه عصر اليوم في شاشات الأخبار، ساحة الخطابات الرنانة وقصف الجبهات بالشعارات والرقص والجعير والصراخ وللأمانة فإن أرنب الضاحية خير فارس لتلك الساحات

 

 

كتبه عمر مرمر

4 نوفمبر 2023

أخبار متعلقة