هل يتخلى الأسد عن تجارة الكبتاغون "كرمال عيون المطبعين العرب"؟
خاص - عين الفرات
أصدر "مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية"، تقديرات تتعلق بأرباح النظام السوري والمليشيات الإيرانيّة واللبنانية المرتبطة به من تجارة حبوب "الكبتاغون" المخدرة، والتي تجاوزت وحدها فقط نحو 7.3 مليار دولار، خلال الفترة بين 2019 و2022.
وحسب "مرصد الشبكات"، فإن دخل النظام من تجارة الكبتاغون في سوريا أعلى بكثير من أي مصدر دخل آخر مشروع أو غير مشروع.
ووثق المرصد في دراسة نشرها بهذا الخصوص، ضبط أكثر من مليار حبة من الأدوية الأمفيتامينية المعروفة باسم "الكبتاغون" على مدى السنوات الثلاث الماضية، لافتًا إلى اتساع أزمة المخدرات المستمرة والشبكات التي تحافظ على الكثير من إمداداتها في سوريا، وبدرجة أقل في لبنان.
وحسب بيانات الدراسة فإنه ومن بين 111 شحنة مضبوطة من جميع أنواع المخدرات في المنطقة التي أعلنت فيها سلطة الاستيلاء بلد المنشأ، كانت مناطق سيطرة النظام مصدر 60 منها (54%)، إضافة إلى 7 (6%) في لبنان، و5 (4.5%) في واحد من البلدين.
من هنا يُطرح التساؤل الأهم، ما الذي جعل المطبعين العرب يتوهمون أن الأسد سيتخلى عن أكبر مصدر دخل لنظامه مقابل مجرد إعادة العلاقات معه؟
هذا التساؤل يبرره استمرار تدفق شحنات الكبتاغون، والتي أعلنت عنها (بعد إجراءات التطبيع) حكومات الدول المطبعة من السعودية والأردن وغيرها.
تدفق الممنوعات من النظام السوري لم يقتصر على المخدرات، فقد أعلن الجيش الأردني، يوم الجمعة، أنه أسقط طائرة مسيرة داخل الأردن قادمة من سوريا، ومحملة بقطع أسلحة متعددة.
كل هذا وما زال قادة الدول المطبعة يهرولون خلف نظام الأسد، الذي أثبتت كل حوادث سنوات ثورة السوريين أنه نظام يماطل ويكذب، ولا يمكن أخلاقيًّا إعادة تدويره؛ إذًا لماذا يعتقد هؤلاء القادة أن الأسد مستعد للتخلي عن أكبر مصدر دخل لنظامه من أجلهم؟
عبد الله مسعود