شبكة عين الفرات |  قانون الكبتاغون.. هل يعرقل التطبيع مع الأسد؟

عاجل

 قانون الكبتاغون.. هل يعرقل التطبيع مع الأسد؟

 بعد اجتماع القمة العربية بجدة التي حضرها بشار الأسد والتي عُدت بداية التطبيع بينه وبين الدول العربية بدأت اللجنة الخارجية في مجلس النواب الأمريكي تحركًا لتشريع قانون يحذر الحكومات والشركات والمؤسسات من التعامل مع هذا "الرئيس" وأن هناك عقوبات قادمة على كل من تسول له نفسه بالتواصل مع هذا المجرم

وفي أثناء البحث والتدقيق في هذا القرار وحيثياته وانعكاساته على الساحة السورية وجدت أن الأمريكان ومنذ بداية الثورة السورية بدءاً من إدارة أوباما مروراً بترامب ثم الرئيس بايدن أصدروا العديد من القرارات والقوانين ضد هذا النظام ولكن للأسف كثير منها كانت صورية وبلا أدنى قيمة، لا بالعكس قد انقلبت نتائجها عكسياً على الشعب السوري الذي هُجّر وقُتل واعتُقل.

ولعل أول هذه القرارات هو" الأسد فقد الشرعية " هذا الإعلان الذي استقبله السوريون بكثير من التفاؤل لم يتخذ الأمريكان فيه اي خطوة عملية  حيث كان من الواجب على الأمريكان لتطبيق هذا القرار أن يُطرد النظام عملياً من جميع المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ويسلم كرسي سورية إلى المجلس الوطني الذي كان حاضراً آنذاك وطرد جميع سفراء وممثلي النظام في السفارات والقنصليات، إلا أننا كسوريين وبعد هذا القرار الأمريكي كنا نرى وزير خارجية الأسد وليد المعلم بالإضافة لمندوبه الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري وهما يسبان ويشتمان ويتوعدان السوريين ومن عاونهم وساعدهم على مدار السنوات الماضية ، كما تحولت سفارات النظام إلى شعب مخابرات وغرف جباية للعملة الصعبة وأكبر داعم مالي للنظام وجيشه ، ثم ما لبث أن استشرس الأسد وأطلق يد قطعانه من الشبيحة والميلشيات لتفتك بالشعب انتقاماً منهم لهذا القرار.

ومن الأمور المضحكة المبكية في تاريخ هذه الثورة هو مؤتمرات "مرحلة ما بعد الأسد " التي دعا إليها الأمريكان وروجوا لها ، أتذكر حين دُعيتْ إلى بعض العواصم الأوروبية مجموعات من المعارضة ما بين شباب ونساء  إسلاميين ولبراليين أكراد وعرب وعلويين لمناقشة مرحلة ما بعد الأسد وهنا ظهر أول انقسام في المعارضة وظهور مصطلح " معارضة الخنادق والفنادق" كما بدأت كثير من فصائل الجيش الحر بالتناحر فيما بينهم بطلب من الداعمين لإثبات الوجود على الأرض وأخذ الحصة الأكبر من الكعكة السورية التي كان يطبخها الأمريكان على نار هادئة.

ثم وبعد استخدام النظام للسلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية وانتشار فيديوهات لآلاف الضحايا من الأطفال والنساء وإثبات التهمة عليه بعد أن تجاوز جميع الخطوط الحمراء التي رسمها الرئيس أوباما له آنذاك قرر الأمريكان بالتدخل عسكرياً تحت ما يسمى بالبند السابع وهنا تفاءل السوريون مرة أخرى وفكروا جدياً بالخلاص من هذا الطاغية ثم ليتفاجأ الجميع بالاكتفاء بسحب بعض هذه الأسلحة الكيماوية والسماح له باستخدام البراميل المتفجرة والألغام البحرية والفوسفور وغيرها من الأسلحة وهكذا ذهب القرار ادراج الرياح.

ولعل أقوى هذه القوانين هو قانون قيصر والذي أقرته الحكومة الأمريكية بعد انتشار صور لآلاف الضحايا السوريين في معتقلات الأسد، وبعد التدقيق والتحليل والدراسة المعمقة أقر البنتاغون قانون قيصر لمحاصرة النظام وطرق لكن وبعد أكثر من عامين على تطبيق القانون لم تتوقف الإمدادات لجيش وميليشيات النظام.

مصانع كبتاغون الأسد باتت تشكل تهديداً خطيراً لكل دول المنطقة ولأن مركز تصنيع وتجارة هذه المخدرات هو النظام وميليشياته الذين حولوا معامل الأدوية إلى مصانع للكبتاغون اضطر الأمريكان إرضاءً لحلفائهم في المنطقة لإقرار قانون الكبتاغون الذي يعاقب كل من له علاقة بتصنيع وتجارة المخدرات من عناصر النظام أو مؤسساته.

هذا القانون أمضى أكثر من عام في أروقة البنتاغون والبيت الأبيض إلى أن تم إقراره. لكن وللأسف حتى هذا القانون يتم العمل على أبطاله أو إهماله بعد أن كشفت تسريبات بأن مشاورات تحدث بين النظام والأمريكان للعمل على تعطيل هذا القانون مقابل الإفراج عن الصحفي الأمريكي المحتجز لدى النظام منذ سنوات وهكذا يثبت للشعب السوري أن كل ما تخذه الأمريكان من قرارات وعقوبات كانت لمصلحتهم أولاً ثم حلفائهم وأخيراً السوريين في آخر القائمة.

وللتنويه غالبية هذه القوانين بذل السوريون من محامين وحقوقيين وضباط منشقين وصحفيين في أوروبا وأمريكا الكثير من الجهد والوقت من أجل إدانة النظام وعزله استمر بعضها لأشهر وربما لسنوات.

كتبه: عمر مرمر

 

 

 

 

 

 

 

 

أخبار متعلقة