هكذا رحل "الحاج عسكر" بمسيرات "عين الفرات"
لم تمض ساعات على استهداف الطائرات المسيرة شاحنات تحمل صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية وصهاريج محروقات عند معبر البوكمال- القائم على الحدود السورية العراقية شرقي البوكمال حتى أصدر قادة وساسة الحرس الثوري الإيراني أوامر بعزل المدعو "الحاج عسكر" متزعم الميليشيات الإيرانية في منطقة البوكمال، من منصبه بشكل كامل ومغادرته الأراضي السورية إلى مسقط رأسه في إيران.
الأسباب الرئيسية لعزل "الحاج عسكر" من منصبه تعود إلى فشله في كشف المتعاملين مع شبكات وجهات إعلامية محلية وخارجية يقومون بتسريب تحركات قادة ميليشيات إيران في منطقة البوكمال وعلى الحدود السورية العراقية لحظة بلحظة عبر مقاطع مصورة حصرية، رغم تقديم "الحاج عسكر" تعهدات للحاج مهدي مسؤول المليشيات الإيرانية في سوريا قبل نحو شهرين بوقف هذه التسريبات واعتقال أي عنصر أو مدني يقف ورائها، تارة عبر إغراءات مالية وتارة أخرى عبر نصب حواجز تفتيش وتركيب أجهزة تجسس خاصة بالميليشيات إلا أن جميع مساعيه باءت بالفشل.
يعد "الحاج عسكر" الحاكم الفعلي لمنطقة البوكمال منذ توليه منصبه عام 2019، وأشرف خلال هذه السنوات على عدد من الأمور العسكرية ومتابعة الميليشيات الإيرانية في البوكمال وعلى المعابر غير القانونية بين سوريا والعراق، كما أشرف على بناء قاعدة الإمام في بادية البوكمال الجنوبية.
كذلك تمكن خلال هذه الفترة من جمع أموال ضخمة عبر تجارة الأغنام وتهريب وتجارة المخدرات إلى جانب تجارة العقارات مع باقي قادة الميليشيات الإيرانية والعراقية، حيث تمت مصادرة جميع أملاكه وتجريده منها لصالح الحرس الثوري.
ورغم السرية التامة التي حاول "الحاج عسكر" إحاطتها حول تحركاته إلا أن شبكة "عين الفرات" نجحت طوال تلك الفترة في رصد تحركاته وكشف هويته، ونشر معلومات خاصة عن مشروع إنشاء معمل لإنتاج المواد الكيماوية يتبع لـ "الحرس الثوري"، إلى جانب تصوير أغلب مقرات "الحرس الثوري" عبر طائرات درون.
الحرس الثوري الإيراني سارع إلى تعيين المدعو "الحاج عباس" بديلاً عن "الحاج عسكر"، وسبق أن كان مسؤولاً عن الدورات التدريبية لإطلاق الصواريخ من ثم عين مسؤولاً عن قطاع الصالحية بريف البوكمال، بعدها عُين مسؤولاً عن قاعدة الدفاع الجوي في قاعدة الإمام علي 2 في منطقة الصلبي، إلا أن مناصبه السابقة لن تُمكنه من النجاح في مهمته القادمة، بسبب عدم تقبل أهالي البوكمال لأي وجود إيراني على أراضيهم.