شبكة عين الفرات | لماذا يضحك الأسد؟

عاجل

لماذا يضحك الأسد؟

بعد انتظار دام لخمسة أيام وبتحريض من قنوات وصحفيين معارضين وموالين يطل الأسد للإعلام متفقداً بعض المناطق التي تعرضت لزلزال مدمر راح ضحيته المئات من السوريين لايزال بعضهم تحت الأنقاض، لكن اللافت في هذا الظهور هو حجم السعادة والانبساط الذي ظهر فيه الأسد فوق هذه الأطلال وهذه الجثث التي ربما لايزال بعض أصحابها يتنفسون ويستغيثون من تحت الركام لكن للأسف ربما أصواتهم لم تجاري قهقهات الأسد وزغاريد وهتافات شبيحته عند هذه الأطلال.

لكن لماذا يضحك الأسد؟ بالنسبة لي وبحسب معرفتي البسيطة بالتاريخ والتراث والسياسة لم أجد أي تفسيراً منطقياً أو عقلياً لهذه الضحكات من ((رئيس دولة)) في زيارة تعزية لشعبه المنكوب، بل على العكس وجدت من الحكم والأقوال المأثورة لحكماء ومفكرين جميعها تزدري هذه الأفعال وتنتقص من عقل ومروءة صاحبها هذا في حال كونه إنساناً عادياً بلا منصب أو مسؤولية فما بالك بإنسان في هذا المنصب المفترض.

يقول تولستوي: عندما تقف على مآسي الآخرين وانكسارهم…… إياك أن تبتسم، تأدب في حضرة الجرح……. كن انساناً أو مت وأنت تحاول.

يحذر الفيلسوف في مقولته الشهيرة من التبسم في حضرة الجرح حتى وإن كان لعدوك فما بالك إن كان هذا الجرح لأهلك وشعبك، لإخوتك وأحبائك.

 ولكن إلى الآن لم أعرف لماذا يضحك الأسد؟؟

عدت مجدداً للبحث عن هذه الحالة النادرة حالة السعادة والقهقهة في مصائب الأهل!! بعد البحث مطولاً وجدت حالة مشابهة في تراثنا الشعبي تنطبق على حالة الأسد (حفر وتنزيل). يقول المثل الشعبي "لا يفرح بعزاء أهله إلا الكلب العقور" والمقصود بالكلب العقور هو الكلب العاق لأهله، أما سبب فرح وسعادة هذا الكلب بعزاء أهله هو الوفرة في بقايا الطعام من عظام وبقايا خبز ومرق بعد الولائم التي تقام  في هذه المناسبات الحزينة والتي لا تتوفر في أوقات أخرى من السنة ما يجعل هذا الكلب وأمثاله يفرحون بل ويتمنون تكرار مثل هذه المصائب حتى ولو بأهل بيته أو جيرانه من أجل هذا الفتات، وهذا ما ينطبق تماماً في حالة بشار الأسد فأوقات الجفاف والتقشف التي عاشها الأسد والتي تشبه إلى حد كبير حالة هذا الكلب والتي استمرت لسنوات خاصة بعد صدور قانون الكبتاجون ثم صدور نتائج تقرير الكيماوي الذي أدانه، جعل الأسد يعيش بعزلة أشبه ما تكون بصحراء وهو الذي يستمد شرعيته من الخارج بعد أن فقد شرعيته داخلياً، ثم يأتي الزلزال وبدل أن يُسقط الأسد ونظامه نجد أن الأسد وجدها فرصة لإعادة تدويره، فبالنسبة للمكاسب التي حققها الأسد خارجياً من اتصالات مع رؤساء وحكومات ومنظمات وكيف تحولت الكارثة إلى غنيمة له ولشبيحته، ما جعلته يقهقه إلى حد (الشقرقة) من شدة الانبساط  بما حصله من معونات ما لبثت أن ملأت الأسواق في اليوم التالي من وصولها إلى مستودعات الجيش، هذا الجيش الأسدي الذي لم ير السوريون منه إلا كل سوء، لتبقى الحسرة والمعاناة للمنكوبين والمتضررين الذين فقدوا كل ما يملكون، وليبدؤوا من جديد رحلة البحث عن مكان يلجأون إليه في انتظار الفرج من الله.

 

كتبه: عمر مرمر

أخبار متعلقة