ياسر العظمة.. حطّم جميع مراياه بفيديو واحد!
خاص - عين الفرات
لا يختلف سوريان على أن الثورة كشفت مواقف لأشخاص اعتبرهم السوريون أيقونات لها شأنها، خاصة عندما يعكس هؤلاء الأشخاص بشكل مباشر صورة الناس الحقيقية بدون مواربة ولا مخاتلة، وعندما قدم ياسر العظمة سلسلته الشهيرة "مرايا" كان أحد هؤلاء الأشخاص، ذلك رغم قناعة فئة كبيرة مثقفة من السوريين أن "العظمة" اعتمد في أعماله مبدأ "التنفيس" المخابراتي المعروف، والذي قدمه قبله وبالتزامن معه "دريد لحام" الموالي لنظام الأسد قلبًا وقالباً.
كما لا يختلف سوريان أن الموقف المنتظر من شخصية مثل "ياسر العظمة" كان يفترض أن يكون مع الثورة السورية، ورغم عدم وضوح موقفه واختفائه في السنوات الأولى من الثورة إلا أن الميل العام كان لصالح وقوفه ضد النظام رغم عدم تصريحه بذلك، هذا مع تأكيدات كثيرة أنه لا يوجد حل وسط كما لا يوجد موقف رمادي، ومع تأكيدات كذلك أن الاختفاء والموقف الرمادي لا بدّ أن يُفسر أنه لصالح النظام وتأييدًا له، وهذا كان حال "العظمة"، وهذا أيضاً ما أثبتته مواقف الكثيرين أمثاله مع مرور الوقت.
وكما هي القاعدة المعروفة أن المنافق لا بدّ أن يفضحه الله قبل موته، أبى "العظمة" إلا أن يكسر جميع مراياه بفيديو واحد بثه على قناته على يوتيوب، فسّر فيه الفنان الذي كان "أيقونة" هجرة السوريين بطلب العيش والسعي هربًا من البطالة وإيجاد ما يسد متطلبات الحياة الضرورية وتأمين مستلزمات الأسرة وزادها أن هذه الهجرة كانت في سبيل الحصول على جنسية بديلة، مؤكدًا مرارًا أنه (السوري) حاشى أن يكون هاجر كرهًا بالوطن، بل وأصر على كلمة هاجر (طواعية) ولم يُهجّر، فيما كرّر أسطوانة الشبيحة التي قتلوا وهجروا وأخفوا على أساسها ملايين السوريين، أن الوطن ليس النظام أي بعبارة أخرى يجب أن تكون مع النظام "من أجل الوطن"
في كلماته أبى "العظمة" إلا أن ينضمّ إلى جوقة مفضوحة من أقرانه "الفنانين" الذين ينتقدون واقع الحال ويشتمون لكن دون الوصول إلى سبب المشكلة، وفي كلماته أبى "العظمة" إلا أن يفضح نفسه ويأخذ مكانه الحقيقي بجانب القاتل ضد الضحية، ومع كلماته أصر "العظمة" أن يكسر جميع مراياه على أقدام السوريين المقهورين المهجرين.
عبد الله مسعود