ماذا فعل الأسد في الحضن الإيراني لترفضه طهران؟
تنتشر بين شبيحة نظام الأسد في مناطق سيطرته انتقادات لكل من روسيا وإيران حول موقفهما "المتغاضي" عن الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها سكان تلك المناطق. وظهرت أبرز الانتقادات على شكل إظهار اللوم تارة وتارة أخرى لم تتجاوز العتب (بين المحبين)؛ إذ لا يتسع لجرأة أحد هؤلاء المنتقدين أن يوضح موقفه مباشرةً بدون مواربة.
أحد كبار تجار النظام تجرأ هذه المرة على البوح بما في صدره، حيث قال فيما قال: "لماذا لا تقبل روسيا وإيران بصادراتٍ صناعية سورية إلى أراضيها"، ليتابع بطريقة هزلية: "إن إرسال لباس أطفال مصنوع في سوريا إلى المريخ أسهل من إرساله تصديرًا إلى روسيا وإيران".
ورغم أن بوحه هذا لا يخلو من مصالح شخصية حزنًا على تجارة مكدسة في مستودعات هذا التاجر وغيره، إلا أنه قال ما في صدره أخيرًا ولو عتبًا، كما سلف ذِكره "عتب بين المحبين"، والحق يُقال إن هذا التاجر إنما تحدث بطريقة أظهر فيها حزنه على الوضع العام والانهيار الاقتصادي المستمر. أي أنه بالمحصلة إنما أراد "مصلحة الوطن" الذي يراه في عبارة "الأسد أو نحرق البلد".
وبينما كنت أحضر لهذه الكلمات لأنتقد بدوري موقف التاجر من تجاهل روسيا وإيران لأزماتهم ناسيًا (هذا التاجر) أنه هو ذاته وغيره لم يتحرك به ساكنٌ بعد أن تسببت كل من روسيا وإيران والنظام وراءهم بقتل وتهجير واعتقال الملايين، قبل أن أبدأ بعرض هذه الأسطوانة وإذا بخبر جديد جعلني أنسى موقفي الثوري المعتاد.
مضمون الخبر وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران رفعت سعر النفط المصدر للنظام السوري إلى 70 دولاراً للبرميل، مطالبة حكومة النظام بالدفع مقدماً مقابل النفط، كما أنها رفضت تسليم النظام طلبات جديدة للنفط عبر الخط الائتماني الإيراني، الذي سرعان ما استنفد بعد أن رفع السعر من معدل 30 دولاراً للبرميل، ما دفع طهران إلى فرض رسوم على الأسد مقدماً.
وقبل ان يعتب صديقنا التاجر على الموقف الإيراني تابع مصدر إيراني أنه لا يوجد سبب لبيع النفط للنظام السوري بأسعار منخفضة لأن بلاده الآن تحت الضغط. وقبل أن يحاول صديقنا أن يوضح ان العتب مبني على "المحبة" قيل له إن روسيا منشغلة بأوكرانيا وإيران تحاول تحقيق الاستقرار في اقتصادها، لذلك لم يبق لنظام الأسد طريق سوى الاستمرار في تجاهله أزمات السوريين، والغوص أكثر في أحضان الملالي.
عبد الله مسعود