شبكة عين الفرات | مؤيدو الأسد وأسطوانة المقاومة

عاجل

مؤيدو الأسد وأسطوانة المقاومة

خاص - عين الفرات 

قسّم علم النفس آليات دفاعية غالبها تنطوي تحت بند تهرب المرء من واقع يرفضه درجة تحويل هذا الواقع بطريقة لا شعورية إلى حال مقبول. وكان للعلم أمثلة على هذه الآليات بينها إسقاط الطفل سبب كسر دميته على الكرسي الذي سقطت منه فما يكون من الطفل إلا ضرب الكرسي على إساءته لدميته. إلا أن علم النفس ذاته لم يجد طَولًا لتفسير حال مؤيدي الأسد بتبريرهم الغبي لإجرام النظام، ولجوعهم وفقرهم وإعاقاتهم بل وفقدانهم أعز من /ما يملكون.

أبرز التبريرات ترتكز على أسطوانة المقاومة والصمود، ومن هنا تنطلق التفصيلات المقيتة من عدو إسرائيلي وتحرير الجولان والقدس وصولًا إلى توحيد العرب، ولا يزال الجوع يفتك بهم والنظام وشبيحته المتقدمين يرتشفون آخر نقاط دم هؤلاء "الصامدين"، فيما لم ينكسر العدو الإسرائيلي ولم تتحرر الجولان ولم يتوحد العرب خاصة أن سوريا ذاتها تقسمت.

وبينما يعيش مؤيدو النظام حالة انفصام بين أزماتهم وبين تبريرها، لم ينس هؤلاء تقسيم المجتمع السوي إلى وطني وأقل وطنية وبعيد عن الوطنية وخائن، وكذلك بين أصلي لم يترك بيته وبين وافد ونازح ولاجئ، وضمن التقسيمات الأخيرة كذلك خائن ووطني. هذه التقسيمات لاقت تشجيعًا وتهويلًا من النظام وإعلامه، ألم يتبجح الأسد يومًا وهو يردد عبارة "المجتمع المتجانس" في أحد لقاءاته؟!.

ما سبق من تقسيمات نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" منذ أيام في نطاق عرضها لوثائقي "تيم قارصلي" على شبكة "نتفليكس"، والذي حمل عنوان "كأن شيئًا لم يكن". الصحيفة انتقدت طريقة عرض شخصيات الوثائقي وبوحهم بمواربة وكأنهم ملقَّنين يرددون درسًا بكلمات على وتيرة واحدة.

في الوثائقي حسب الصحيفة تطاول مؤيدون للنظام بسردية تمجّد ما قالوا عنه "الانتماء والتشبث" المبالغ فيه، والأكثر مقتًا هو هجومهم بصيغة محاسبة على من هجر وطنه هربًا من بطش النظام ووصفه بالخيانة، تمجيدًا للنظام ذاته الذي يعمل على تحقيق الوحدة بين دول الوطن العربي، وفي الوقت نفسه تقسيم السوريين إلى وطنيين وأقل وطنية وبعيدين عن الوطنية وخونة. ذلك مع محاولات شخصيات الوثائقي التعتيم على جوعهم بطريقة تجر الغثيان.

عبد الله مسعود

أخبار متعلقة