شبكة عين الفرات | ماذا خسرت إيران بمقتل سليماني؟

عاجل

ماذا خسرت إيران بمقتل سليماني؟

خاص - عين الفرات 

اتسع السلوك الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة والعالم، ذلك خلال السنوات العشر الماضية وتحديدًا قبل مقتل "سليماني" الذي خطط وأشرف على تنفيذ هجمات إيرانية دمرت مدنًا بأكملها تحت ذرائع طائفية. 

كما خطط قائد "فيلق القدس" لهجمات طالت مصالح دول إضافية كالنرويج واليابان وناقلات نفط ومنشآت طاقة تابعة لشركة آرامكو السعودية وغيرها، واستمر الحال كذلك حتى مقتله بمسيرة أمريكية قرب مطار بغداد منذ عامين، ما أدى إلى تراجع حدة زعرنة نظام طهران، وتعطل مخططاته التوسعية التي أعدها منذ استيلائه على السلطة في البلاد عام ١٩٧٩.

وفي مقال نَشره موقع "راديو فاردا" تحدث الناشط السياسي الإيراني "مهدي جلالي طهراني" عن وجود أدلة حقيقية على أن القضاء على "سليماني" أدى إلى تعطل كبير في مشروع إيران العدائي، بعد سنوات من تماديها مع غياب إحساسها بقوة الردع.

وأضاف "طهراني" أنه وعلى الرغم من تظاهر إيران بالقوة عبر ردها على مقتل "سليماني" بضربات صاروخية على قاعدتين عراقيتين تضمان قوات أميركية، إلا أنها ظهرت عاجزة عن تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة أكثر من ذلك.

أما فيما يخص قدرة إيران على تحشيد الميليشيات والمرتزقة، ففي حين كان "قاسم سليماني" ذو خبرة خاصة في تنسيق عمل المليشيات، لم يتمكن "إسماعيل قاآني" قائد "فيلق القدس" الجديد، من ملئ فراغه في منطقة الشرق الأوسط. 

وحسب مراقبين كانت الخسارة الأكبر لإيران بتصعيد الولايات المتحدة وإسرائيل استهدافها لقيادات "الحرس الثوري"، مع تأكيدات أن عناصر" الحرس الثوري" وميليشياته في العراق ولبنان وسوريا واليمن يعيشون اليوم حالة رعب ويأس من شعارات قادتهم الفارغة.

ابنة "سليماني" وعدت حشدًا من مليشيات كان يديرها والدها أنها ومن ستنتقم لمقتل والدها بل واقتربت مما قالت عنه "أفق الانتقام الشديد"، لتمرّ الأيام والأشهر ويتبين أن هذا الانتقام الذي هدد به  النظام الإيراني خصومه كان محسوبًا للغاية، وكان دليلًا واضحًا على بتر أطرافها، وقبولها ضمنًا بالهزيمة.

وعن انكشاف ضعف إيران أوضحت وسائل إعلام عربية أن طهران أصبحت أكثر ذعرًا ليس فقط بسبب مقتل" سليماني"، ولكن أيضًا بعد  استهداف الولايات المتحدة وإسرائيل قيادات ايرانية الأمر الذي أثر بشكل واضح على العمليات القتالية على الأرض وتمويلها في عواصم عربية عدة بينها بغداد ودمشق. 

أي خسارة لإيران إذًا مُنِي بها نظام طهران بعد مقتل قائد "فيلق القدس" أكثر من كون الحادثة كانت بداية العد التنازلي لانتهاء مشروع إيران التوسعي في منطقة الشرق الأوسط.

عبد الله مسعود

أخبار متعلقة