شبكة عين الفرات | كيف عطل مقتل سليماني تمدد إيران في الوطن العربي؟

عاجل

كيف عطل مقتل سليماني تمدد إيران في الوطن العربي؟

قُتِل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بمسيرة أمريكية قرب مطار بغداد قبل عامين من الآن، وفور قتله خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب معلنًا نبأ التخلص ممن قال عنه "الإرهابي الأول في العالم" كما غرد ترمب في نفس اليوم ما مضمونه أن القتيل كان "كان مسؤولًا عن مقتل عدد كبير من المتظاهرين في إيران"، وأنه "كان يجب أن يُقتل قبل أعوام كثيرة"، في إشارة إلى جرائم سليماني بحق الإيرانيين وشعوب المنطقة، وعلى هامش ذلك يُطرح تساؤل عن احتمال تزايد حجم الخسائر في صفوف المحتجين الإيرانيين اليوم فيما لو لم يقتل سليماني. 


قبل كلمات ترمب تلك بساعات وصلت أسماع قيادات النظام الإيراني أخبارٌ غيرت شكل استراتيجية طهران في مناطق أطماعها في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن ومناطق أخرى في الإقليم، بل وحول العالم،  مضمونها تفاصيل عن ضربة جوية أمريكية فاجأت العالم، وسببت ارتباكًا شديدًا داخل أروقة النظام الإيراني الذي خسر محرك سياساته في الشرق الأوسط. خاصة أن تلك الضربة التي لم تكن بالحسبان قللت من قدرات طهران على المضي في مشروعها الطائفي الذي استهدفت به منذ عقود دولًا عربية وإقليمية.


مقتل سليماني "المسمار الأخير":
ذرف خامنئي ومن حوله من مسؤولين إيرانيين وقت تشييع سليماني دموعًا وحق لهم ذرف تلك الدموع ليس على سليماني فحسب، بل على ذراع نظامه التي بُترت في الساعات الأولى لأحد صباحات كانون الثاني منذ عامين. 


ظهر سليماني خلال سنوات وبشكل مكثف في بلدان عربية عدة، وكان أحد أهم القادة الميدانيين الذين نجحوا حقيقةً في تنظيم الارتباط بين شبكة المليشيات التي تدعمها إيران في المنطقة، لذلك وبقتله حُرم خامنئي من خيط توجيه وكلائه خارج البلاد، وكُسرت بذلك أحلامه بتشكيل الهلال الشيعي، درجة تدهور علاقة إيران المليشيات التي تدعمها في المنطقة بعد مقتل سليماني، حسب صحيفة “إندبنت عربية”.


بل وأكثر من ذلك وحسب تقرير أمريكي نشره المركز العربي في واشنطن فإن نفوذ إيران في العراق ومناطق أخرى من العالم العربي شهد تراجعًا كبيرًا بعد مقتل سليماني، الرجل الموثوق القوي لدى المرشد، والذي حاكت حوله البروباغاندا الحكومية في إيران أساطير تبناها مؤيدوه وصوروه أنه عاشق طهران، والقائد الذي لا ينكسر.


لذلك وبمقتله اهتزت آلة الدعاية لنظام طهران، كيف وقد تبين أنه لا حاجة سوى لمسيرة للقضاء على أهم قادة المرشد، بل وأحد أهم الأوراق  الرابحة لديه، كما كشفت هذه الحادثة عجز نظام طهران على الردّ خشية دخولها حربًا شاملة، حيث كان الردّ الإيراني خجولًا وضعيفًا فُسّر أنه حفظٌ لماء وجه خامنئي؛ إذ اقتصر على استهداف طهران قاعدتي عين الأسد وحرير الأمريكيتين في العراق بقصف صاروخي انتهى بدون أضرار حسب واشنطن. 


محصلة القول أن الولايات المتّحدة كسرت نظام خامنئي بضرب رمز قوته وصانع نفوذه والأسطورة التي وضعت إيران في مأزق بين مؤيدين يطالبون بالانتقام ونظام يخشى العواقب المدمرة للتصعيد مع واشنطن.

 

أخبار متعلقة