لماذا يصرّ السوريون على رفض الأسد.. من سمع ليس كمن رأى!
خاص - عين الفرات
ضحكنا كثيرًا عندما حدثنا صديق يمني كيف تجاوز في مدرسته الثانوية آنذاك باللفظ على الرئيس السابق على عبد الله الصالح، حينها وعلى ذمة الصديق ذاته كانت عقوبته نقله من شعبة صفية إلى أخرى. سأل اليمني حينها عن سبب الضحك فكان الجواب سريعًا أن نظام الأسد لا يشبه أي نظام حكم في العالم، بل لا يقارب في صفاته أي بشر.
يجدد السوريون هذه الأيام رفضهم أي فكرة تعيدهم تحت حكم نظام الأسد، ذلك رغم ما يعيشونه من حالة عدم استقرار ومستقبل مبهم، مظاهرات في عدة نقاط من الشمال المحرر خرجت تصرّ على مطالب قررها أصحاب الحق منذ انطلاق الثورة عام ٢٠١١، مؤكدين أنهم لا يجدون بديلًا عن إسقاط الأسد ومنظومة الحكم التي أسسها ووالده منذ عقود.
على ذلك يتساءل من لم يرَ عن سبب تمسك السوريين بشروط ثورتهم وعن عدم قبولهم بأي تخلٍّ عن هذه الشروط، فيما لم يتساءل هؤلاء عن سبب تمسك أنظمة الأرض بالأسد رغم قتل واعتقال وتشريد الملايين، أو عن داعي وجود مشردي الكوكب من مليشيات لا هدف لها سوى ادعاءات بثارات تاريخية لا أصل لها، أو عن هدف إدارة روسيا من حميميم شؤون الأسد وحاشيته.
هذا كله ولم يسمع هؤلاء صيحات ملايين السوريين ممن رأى وعاين ووثّق، وكذلك ممن أثبت يقينًا أن الأسد لا يمكن إعادة تدويره، وإن بُذلت له جهود لن تكون إلا عبثًا لا طائل منها، بداية لأن النظام غير قابل لحوار أو نقاش أو مقايضة مع سنوات شهدت أن الأسد مماطل مخادع أقل حيله كسب الوقت والاستثمار في التفاصيل، ونهاية أن النظام خاسر فاشل لا يملك ما يقدمه، وأيًّا كان لن يقبل السوريون قطعًا بالأسد، والسبب باختصار أنه من رأى ليس كمن سمع!.
عبد الله المسعود