شبكة عين الفرات | خامنئي وحشد "الباسيج".. والخيال الإجرامي

عاجل

خامنئي وحشد "الباسيج".. والخيال الإجرامي

عين الفرات 

مع دخول احتجاجات طهران شهرها الرابع، جمع خامنئي حشودًا من مليشيا "الباسيج" ليعيد على أسماعهم خطاباته المعتادة، والتي -أسوة بحال أي دكتاتور- تتكرر فيها كلمات مؤامرة ومكائد وإسرائيل وأمريكا والغرب وغيرها من شعارات معتادة، دون أي إشارة لمطالب محقة لمحتجين قضى بعضهم برصاص حشود خامنئي أنفسهم، وآخرون يعانون وطأة التعذيب في معتقلات النظام، ومئات آلاف وجدوا في شوارع بلادهم فرصة ربما تكون الأخيرة لإنهاء عقود الظلم تحت حكم الملالي.

كعادته خامنئي، وبدل سماع صوت الناس، وصف احتجاجات الإيرانيين بالمؤامرة وربط بينها وبين سعي دول إقليمية ودولية لضرب "نهضة إيران"، على حد زعمه. وبالطبع لم يغب عن خطاب خامنئي التعبير عن الحسرة والألم لقتل أكثر من أساء للإيرانيين في داخل البلاد ولسمعتهم خارجها "قاسم سليماني، وكذلك لم ينسَ خامنئي ربط احتجاجات الإيرانيين بما ادّعى أنه "امتداد الثورة" في العراق وسوريا ولبنان، بل وأكثر من ذلك؛ إذ امتدت طموحات خامنئي وأهواؤه إلى ليبيا والسودان والصومال، زاعمًا سعيًا أمريكيًّا لإسقاط هذه الدول الست بهدف "القضاء على العمق الاستراتيجي لمليشياته في المنطقة"، حسب ظنّه.

وغاب عن خامنئي الإجابة عن سبب وجود مليشياته في تلك البلدان، وعن داعي بحث إيران عن عمق استراتيجي لها وهي داخليًّا بلد متزعزع ومتناقض، يشهد اضطرابات بين الحين والآخر. كما لم يطرح خامنئي ما يقنع به الإيرانيين عن جدوى شعاراته التي فوق كونها مجرد شعارات لا تتعدى حناجر الفئة التي تهتف بها، فإنها كلفت المجتمع الإيراني عقودًا من الفقر والقمع وكتم الحريات، لا لشيء فقط لتصدير "ثورة" لا ناقة لدول المنطقة فيها ولا جمل، ولنشر مذهب بين شعوب تعتز بتاريخها بل وتقاتل من يعبث به.

كل ذلك بينما لم يتخلّ خامنئي عن وصف المحتجين بـ"مثيري الشغب"، ولم يكتفِ بتوجيه تهمٍ لهم أصغرها الخيانة العظمى لما قال عنها "ثورة الشعب"، بل تجاوز إلى حضّ قوات الباسيج على رفع الجاهزية الميدانية لمواجهة المحتجين، وحذرهم من "مفاجآت عدة في عالم السياسة" وأن مشكلة البلاد ليست مع "ثلاثة أو أربعة من مثيري الشغب في الشارع"، بل مع خياله الإجرامي بوجودٍ دائم لعدو متربص به، هو "الاستكبار العالمي"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وبينما كان خامنئي يخطب بمليشيا "الباسيج" ويأمرهم بسرعة معاقبة "مثيري الشغب"، كانت تجمعات الطلاب تملؤ شوارع طهران الرئيسة وتردد هتافات منددة بِسياسات الملالي، وفي الوقت ذاته أصدرت نقابات عمالية بيانًا تؤيد فيه حركة الاحتجاجات وتتهم فيه نظام إيران بارتكابِ جرائم بحق المحتجين بعد مقتل قرابة ٥٠٠ منهم حتى تاريخ ذكرى تأسيس حشد "الباسيج"، الذي حمل لواءه قاسم سليماني، حسب خامنئي.

إبراهيم قنبر 

أخبار متعلقة