نيويورك تايمز.. مئات الإيرانيين فقدوا أبصارهم نتيجة استهدافهم بالكرات المعدنية والرصاص المطاطي
كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن فقدان مئات المحتجين في إيران أبصارهم أو تعرض أعينهم لضرر بالغ نتيجة استهدافهم بشكل مباشرٍ من قبل عناصر الأمن بالرصاص المطاطي والكرات المعدنية.
وأوضحت الصحيفة أن أطباء وتقارير صادرة عن المستشفيات الإيرانية أظهرت أن عشرات المحتجين وصلوا للمستشفيات بعيون ممزقة نتيجة استهدافهم بالكرات المعدنية والرصاص المطاطي من قبل عناصر الأمن الإيرانية.
ومن بين هؤلاء شاب يدعى "سامان " والذي فقد إحدى عينيه بعد استهدافه خلال الاحتجاجات من قبل عنصر أمنٍ إيراني على بعد مترين منه فقط برصاصة مطاطية تجاهه.
ويقول سامان عن الأمر أنه وضع يده على عينه لحظة إصابته خوفاً من سقوطها وبعدها لم يرى سوى الظلام.
وعند وصوله للمستشفى، رفض الأطباء علاجه ليتم نقله لاحقاً لمستشفى "الفارابي" الحكومية للعيون والتي أجرت له عملية جراحية بعد 24 ساعة من إصابته.
وقدم سامان وثائق طبية وصور فوتوغرافية من الأشعة المقطعية لعينه، وبعد مراجعتها من قبل اثنين من الأطباء أكدا أنه لا يمكن إصلاحها.
وكشفت الصحيفة عن امتلاء أجنحة طب العيون في المستشفيات الإيرانية نتيجة كثرة الإصابات التي بلغت المئات.
وبينت روايات شهود عيان وعدة صفحات من السجلات الطبية أن نطاق الإصابات شمل شبكية عين مشوهة وأعصاب بصرية تالفة وثقباً في قزحية العين.
ولا يملك غالبية المتظاهرين بحسب الصحيفة خياراً سوى الذهاب للعلاج في المستشفيات الحكومية تحت إشراف عناصر الأمن أنفسهم.
وأفاد محامون وأطباء عن حرمان عدد من المصابين من العلاج بينما تم اعتقال آخرون عقب إجرائهم للعمليات الجراحية.
وقدر أطباء عيون في ثلاثة مستشفيات كبيرة بطهران استقبال عنابرهم ما مجموعه 500 شخص وأكثر يعانون من إصابات خطيرة بالعين منذ بدء الاحتجاجات منتصف أيلول الفائت.
وقالت الصحيفة أنه من الصعوبة تحديد أرقام دقيقة للمصابين نتيجة خشية العديد من المتظاهرين تلقي العلاج داخل المشافي الحكومية.
واندلعت الاحتجاجات في إيران منتصف شهر أيلول الفائت عقب وفاة الشابة "مهسا أميني" داخل أحد أقسام الشرطة الإيرانية، وردت السلطات بحملة قمع تسببت بوفاة 342 شخصاً وفق إحصائيات منظمة حقوق الانسان في إيران وأصيب آلاف آخرون بينما تم اعتقال أكثر من 15 ألفاً آخرين.