شبكة عين الفرات | الحركة التصحيحية يا رفاق استعد انطلق

عاجل

الحركة التصحيحية يا رفاق استعد انطلق

لا يمكن أن تتخيل المجهود الذي يبذله الرفاق البعثيون الحاليون وخصوصاً أفراخ الرفاق القدامى لإثبات الولاء والوفاء " للقيادة الحكيمة " اليوم، قديماً كان كل شيء روتينياً يعني مجرد أن تكون عضواً عاملاً بحزب البعث ومواظبا على حضور الاجتماعات الحزبية أو تكون ابن فلان أو عندك تزكية منه فغالباً ما تكون أمورك تمام، وكلما كان الرفيق (مكولك) أكثر كان حظه ونصيبه من الترقية أكبر وأوفر، فالموضوع سهل وبسيط نوعاً ما، هكذا كان الحال سابقاً على أيام "الأمن والأمان" أيام علي بابا والأربعين حرامي لكن مع الأسف وكما يقال " دوام الحال من المحال ".

في ذاكرة كل سوري دائما ما تترافق أسماء المناسبات الوطنية بالكذب والتصفيق كذب المسؤولين يقابله موجة من التصفيق والهتاف لروح الزعيم  في مشهد من الكوميديا السوداء يتكرر في كل عام وفي كل مكان في دولة العصابة ، هذه المتلازمة كانت كجناحين مرت بها العصابة الأسدية فوق رؤوس السوريين على اختلاف توجهاتهم بدءاً من طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة ثم اتحاد الطلبة ونقابات العمال واتحاد الفلاحين فما دمت تحت سيطرة هذه العصابة لابد أن تُسقى من هذا الكأس العفن ، هذه الحالة التي تفرد بها النظام الأسدي أنتجت طبقة واسعة من المنتفعين أو كما يسميهم السوريون (المنحبكجية) الذين كانوا يتصدرون الدوائر الرسمية وغير الرسمية يحتلون افخم المكاتب ويركبون أحدث السيارات ويستعلون على البشر لا لشهادة علمية أو خبرة فنية سوى خبرة الاحتماء بالعصابة الحاكمة وتمجيدها.

كعادتي الصباحية بينما كنت أقلب في صفحات الفيس بوك أبحث عن آخر الأخبار في العالم لفت انتباهي صورة "للقائد الخالد في مزابل التاريخ " مع مباركة للشعب المسحوق بالحركة التصحيحية فتشت في صفحة هذا الرفيق الذي يعمل محامياً فإذا بها إعلان عن نعوة وفاة لأحد أقاربه الذي ينتمي لإحدى قبائل "آل البيت" كما يدعي ثم بحثت أكثر فوجدت منشوراته التي تمجد بوتين والجيش الروسي وقد زين منشوراته بالحرف Z الذي أصبح علامة مسجلة باسم أبو علي بوتين كما يسميه الرفاق المناضلون.

لبرهة من الزمن شعرت بمدى المعاناة ومقدار الانحطاط الذي تعيشه هذه الطبقة المنحطة أصلاً في ظل الأوضاع الحالية من قلة موارد واختلاط الحابل بالنابل ما أجبر الكثير منهم على التلون والتبدل واللعب على الحبال بحسب المصلحة فمرة يوالي إيران ومرة يمجد الروس أما الطامة فهي في موالاة النظام الذي تحول إلى مجموعة من الميليشيات متعددة الجنسيات ومختلفة الأهداف تجعل الحليم حيراناً.

مع بداية الثورة استعمل النظام هذه الفئة في كثير من أعماله المهينة بدءاً من تشكيلهم مجموعات مسلحة بالعصي الخشبية وأنابيب المعدن ومهاجمة وضرب المتظاهرين عند أبواب المساجد ثم إجبار العمال في المعامل والطلاب بالتهديد بالفصل من العمل للخروج بمسيرات شعبية داعمة للنظام والتشويش على المتظاهرين، ومع تطور الأحداث قاتل كثير منهم مع النظام تحت مسميات الدفاع الوطني أو كتائب عسكرية حملت أسماء مختلفة تقاتل تحت مسميات حزب البعث.

الكاتب: عمر مرمر

أخبار متعلقة