شبكة عين الفرات | احتجاجات طهران.. والخطوط الأولى لإعلان نهاية نظام الملالي

عاجل

احتجاجات طهران.. والخطوط الأولى لإعلان نهاية نظام الملالي

فتاة في بداية العشرينات من عمرها، "مهسا أميني"، دفعت قطاعات واسعة من المجتمع الإيراني للنزول إلى الشوارع، وكسرت بعد مقتلها على يد الشرطة القيود التي صفدت ضجر الإيرانيين من ممارسات حكم الملالي المستمر منذ سيطرة خميني على حكم البلاد منذ عام ١٩٧٩.

صورة "مهسا أميني" انتشرت على غلاف مجلات عالمية دليلًا على تعقيد التحركات داخل المجتمع الإيراني، مسجلة بذلك اهتمام العالم بمعرفة المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الاضطرابات التي امتدت بشكل أفقي داخل العاصمة طهران حتى وصلت مدنًا وأريافًا إيرانية، والتي جعلت نظام خامنئي يلجأ إلى حلوله المعتادة لإسكات هتافات المتظاهرين.

وحسب منظمات حقوقية فقَد أكثر من ٢٠٠ شخص حياتهم على يد قوات أمنية تابعة لمليشيا "الحرس الثوري"، بينهم عشرات الأطفال، ذلك خلال الاحتجاجات التي غطت حوالي ١٣٤ مدينة إيرانية، أرقام تبدو منطقية في ظل زخم المظاهرات ورد الفعل الطبيعي لنظام طهران تجاهها.

كما نقلت وسائل إعلامٍ محلية وعالمية معلومات متقاطعة أن معظم الشباب الذين يقودون المظاهرات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد كانوا طلابًا وأبناء تجار، ينحدرون من الطبقة المتوسطة للمجتمع الإيراني، الأمر الذي يُثبت أن صرخات هؤلاء "الموت للديكتاتور" التي دوت في شوارع طهران كان صوتها أعلى من أي وقت مضى، خاصة أن مطالبهم لم ترتبط أبدًا بأسباب معيشية، إنما بقضايا مجتمعية قيمية.

بدورها صحيفة "جارديان" ذكرت أن قوات الأمن اعتقلت طلاب مدارس من داخل فصول دراستهم، فيما يؤكد أن استهداف "الحرس الثوري" المؤسسات والمراكز التعليمية دليلٌ أن الشباب المتعلم مثل نضال الإيرانيين ضد دكتاتورية العقود الأربع أفضل تمثيل.

مدراء مدارس حكومية وخاصة نبهوا طلابهم، وفق نشطاء محليين، من المشاركة في الاحتجاجات التي عمّت البلاد، متهمين عشرات الآلاف من المتظاهرين بالتآمر مع الخارج، كصورة من صور تطابق الأنظمة القمعية حول العالم، وأي نظامين أقرب لبعضهما من نظامي الأسد وخامنئي؟!.

تسليط الضوء بهذه القوة على احتجاجات إيران، وزخم هذه الاحتجاجات وامتدادها السريع الواسع في معظم أنحاء البلاد، والدعم الإقليمي والغربي للإيرانيين، ثم القوة المفرطة التي استخدمتها قوات الأمن ضد الشباب المحتجين، كل ذلك وغيره أثّر حقيقة على سلطة نظام طهران، وأظهر عجزه عن مواجهة قوة الشارع، وأجبره على كتابة أولى كلمات إعلان نهاية دكتاتورية الملالي التي امتدت أربعة عقود ونيّف.

أخبار متعلقة