"جمهورية الكبتاغون".. حدائق دمشق وأزقتها صارت مرتعًا لمتعاطي المخدرات
متداول - عين الفرات
أكد مسؤولون وخبراء دوليون تحوّل مناطق سيطرة قوات الأسد إلى مصانع للمخدرات، ووصفوها ب"جمهورية الكبتاغون" و"دولة المخدرات".
ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط" تحقيقًا لها أمس الثلاثاء، كشفت فيه أن المشهد في دمشق يؤكد تزايد تجارة وتعاطي المخدرات بشكل واسع، فيما بدا نظام الأسد كمن يريد حجب الشمس بكفه، بادعائه أنه "يواجه هذا الآفة".
وقالت الصحيفة إنها ترصد منذ فترة طويلة مشهد أشخاص يجلسون في شوارع دمشق وحدائقها، وعليهم مظاهر الفتور ويرددون عبارات غير مفهومة، كل ذلك -حسب الصحيفة- بسبب تعاطيهم للمخدرات على الأغلب.
وأضافت "الشرق الأوسط" أن رؤية مثل هذه المشاهد كانت نادرة قبل عام 2011، أما الآن يشتكي سكان في أحياء دمشق مرارًا من مشاجرات بين شبان بسبب تعاطيهم للمخدرات، وتلفظ هؤلاء بعبارات خارجة عن الأدب والأخلاق.
أمهات وآباء يشتكون كذلك من حصول تغيير في تصرفات أبنائهم، كالانطواء على الذات وإقامتهم صداقات جديدة وتزايد طلبهم للمال، وهي سلوكيات تدل على تعاطيهم للمخدرات.
شبكات تهريب المخدرات نشطت في سورية منذ عام ٢٠١١، بإشراف شخصيات مقربة من النظام، هؤلاء هم أنفسهم من انخرط في قمع المتظاهرين مع انطلاق الثورة السورية عام ٢٠١١، وأسسوا لاحقًا مليشيات مسلحة شاركت عسكريًّا إلى جانب النظام.
وتطورت صناعة الكبتاغون بعد عام ٢٠١٣، حيث تحولت مصانع الكيمياويات في مدينتي حلب وحمص إلى مصانع لهذه الأقراص، وأشارت دراسات صادرة عن مراكز أبحاث إلى أن حجم المواد المخدرة القادمة من سوريا والتي تمت مصادرتها بين 2013 - 2015، زاد بين 4 إلى 6 أضعاف مقارنة بما كانت عليه عام 2011.
وقال خبراء إنه ومع استعادة النظام معظم المناطق الخارجة عن سيطرته عام 201٨، تضاعف حجم تهريب المخدرات ما بين 6 - 12ضعفًا مقارنة مع عام 2011، وتزايدت مراكز وورشات التصنيع المحلي للمخدرات بهدف التجارة، وازدادت كذلك عمليات التهريب ونقل المخدرات القادمة من لبنان أو من إيران.
وحسب دراسات محلية فإن المواد المخدرة التي تهرّب من سوريا تتجه إلى ثلاث وجهات رئيسة: شمال أفريقيا، شبه الجزيرة العربية، وأوروبا، مؤكدة أنه مع الانهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا نتيجة سياسات النظام، تراجعت الأنشطة الاقتصادية التقليدية لصالح تنامي أنشطة تصنيع المخدرات الذي أصبح قطاعًا مربحًا، تعود عائداته إلى جيوب المرتبطين بالنظام وحلفائه الأجانب وأمراء الحرب.
تحقيق سابق لصحيفة «تايمز» البريطانية كشف أن معظم المنخرطين في تجارة المخدرات هم رجال أعمال يتمتعون بصلات وثيقة بالنظام و"حزب الله"، وأعضاء آخرون من أسرة الأسد يحظون بحماية النظام في ممارسة الأنشطة غير المشروع.
وفي حزيران الفائت، ذكر تحقيق نشرته المجلة الألمانية "دير شبيغل"، أن قيمة شحنات المخدرات المصنعة في سوريا، وصلت إلى 5.7 مليار دولار عام 2021 حسب بعض التقديرات.