شبكة عين الفرات | "يوم القدس".. شعارات إيران الفارغة والكارثية على المنطقة العربية

عاجل

"يوم القدس".. شعارات إيران الفارغة والكارثية على المنطقة العربية

على وقع التصعيد الذي يشهده المسجد الأقصى من قبل القوات الإسرائيلية وصمود الفلسطينيين للدفاع عنه بصدورهم العارية؛ يستعد الكثيرون في عدد من الدول العربية والإسلامية للاحتفال بما يُعرف بـ "يوم القدس العالمي".

وإن كانت الاحتفالات عادة سائدة في منطقتنا العربية لكونها -أقل الممكن- بسبب اعتياد الشعوب العربية على الانسياق وراء مثل تلك الاحتفالات في محاولة للتعبير عن دعمها للأقصى والقدس بشكل عام؛ إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين ممن يصدرون أنفسهم "مناهضين" لإسرائيل على الاستثمار بتلك الاحتفالات والزعم بأنهم من المدافعين الأساسيين القدس. 

 

ما هو "يوم القدس"؟  

أول من دعا إلى الاحتفال بهذا اليوم كانت إيران، وذلك بعد "ثورة الخميني" عام 1979، إذ يصدف هذا اليوم في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وقال حينها الخميني: "إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين".

ودأبت إيران في السنوات السابقة إلى الاحتفاء بشكل كبير بهذا اليوم وإظهار الاهتمام بالفعاليات التي تروج من خلالها إلى دعمها للقضية الفلسطينية وإظهار العداء المطلق لإسرائيل.

ما حقيقة الشعارات التي ترفعها إيران؟ 

يبدو من الواضح اهتمام الأنظمة التي تدعمها إيران على وجه الخصوص بهذا اليوم، إذ صرح وزير خارجية نظام الأسد في 21 نيسان، أن "إعلان يوم القدس من قبل الخميني أدى إلى انبثاق حدث عالمي أشاد به كل انسان شريف وغيور"، حسب زعمه. 

نفس الأمر الذي ذكره وزير خارجية نظام الأسد ينطبق على بقية أنظمة وجماعات تدعمها إيران في المنطقة العربية وعلى رأسها مليشيا "حزب الله" في لبنان، والحوثيون في اليمن، ومليشيات "الحشد الشعبي" وعموم المليشيات الشيعية في العراق، إذ ترفع معظم تلك المليشيات شعارات العداء المطلق لإسرائيل والموت لإسرائيل والموت لأمريكا، ولكن وبنظرة بسيطة يلحظ أبسط متابع في منطقتنا العربية أن ضحايا تلك المليشيات كانوا من العرب، والعرب السنة على وجه الخصوص. 

فتلك المليشيات والأنظمة المذكورة غارقة في دماء الأبرياء إلى حدٍ كبير بدعم إيراني مباشر، خاصة في سوريا التي شهدت مقتل ما يزيد عن مليون سوري خلال العقد الأخير على يد نظام الأسد والمليشيات الإيرانية التي تتلقى التعليمات والدعم المباشر من قبل الحرس الثوري الإيراني، ولربما لا ينسى السوريون الجرائم التي ضلع بها قاسم سليماني في مدن سورية عدة خاصة حلب، وكان سليماني يقود أيضاً فيلقاً باسم "القدس"، في حين أنّ بندقيته عرفت كل الاتجاهات بالمنطقة العربية باستثناء منطقة القدس وطريق القدس، على الرغم من الوجود الإيراني الكثيف في منطقة الجنوب السوري القريبة من الجولان، والتي لا تبعد بعض المناطق فيها بضعة كيلو مترات عن خطوط التماس بين الطرفين بالقنيطرة وحوض اليرموك. 

كثيراً ما رددت إيران ومليشياتها الطائفية شعارات تحرير القدس وطريق القدس، في الوقت الذي كانت فيه تلك المليشيات تمارس شتى الجرائم في العراق وتعمل على تهجير العرب في شمال العراق بذريعة محاربة داعش، كما عززت الانقسام الطائفي والمجتمعي وعملت على التغيير الديمغرافي في الكثير من المدن والقرى، ووصل بها الحد مؤخراً إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم بذريعة الرد على إفتاء أحد دعاة الشيعة بعدم جواز بناء المساجد فوق القبور، فهل كان طريق تحرير القدس يستلزم القيام بمثل تلك الممارسات الطائفية التي ينبذها المسلمون في شتى بقاع العالم وليس مسلمو القدس فحسب، بل ينبذها كل من لديه فطرة سليمة وإن كان غير مسلماً. 

وبالعموم فإن معظم الدول التي هيمنت عليها إيران في منطقتنا العربية بذريعة أنّ طريق القدس يمر من خلالها تعيش اليوم في أسوأ أحوالها، فبدءاً من اليمن وصولاً إلى العراق وسوريا ولبنان تبدو أبواب المجاعة قريبة جداً، بل إن بعضها عاش المجاعة بالفعل، لاسيما في اليمن التي يعيش سكانها أسوأ حالة من سوء التغذية، وكأن تحرير القدس يستلزم تجويع شعوب اليمن وسوريا ولبنان، في الوقت الذي تتسلط فيه تلك المليشيات على رقاب الناس وتمارس شتى أنواع الانتهاكات، بل وصل الحد بمليشيا الحوثيين إلى إطلاق الصواريخ على الرياض وأبو ظبي وغيرها من المناطق الخليجية.

ربما لا نكون مبالغين إن قلنا إنّ إحياء فعاليات مثل "يوم القدس" باتت تثير اشمئزاز الكثير من الشعوب التي أنهكها الجوع والتعب بسبب الفقر الشديد الذي يعصف بها دونما أي نظرة عليها، فكيف لجائع ومضطهد ومظلوم ومعذب ومهجر بحجة تحرير القدس أن يحرر القدس؟!. 

خلاصة القول تكمن في أن إيران تستثمر في "يوم القدس" وغيره من الشعارات الفارغة لتحاول أن تجعل القضية الفلسطينية ذريعة للتمدد بالمنطقة العربية، وبازاراً في مفاوضاته المختلفة مع الغرب بشأن البرامج النووية والصاروخية الإيرانية. 

الكاتب: فريق تحرير عين الفرات

 

أخبار متعلقة